نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 78
وسواه دعاه أهل الكوفة أم لم يدعوه ، فلقد كان يهتدي إلى مسئولياته بنور إيمانه وبصوت ضميره . . وليس بتحريض قوة خارجية . ولقد عرفنا رأيه القديم في صلح أخيه مع معاوية . . إذ كان يعارض هذا الصلح ، معلنا أن آل أبي سفيان لا عهد لهم ولا أمان . فإذا كان هذا رأيه والخليفة بالأمس معاوية ، فكيف يكون إذن ، والمستخلف اليوم يزيد . . ؟ ! ثم إن خروجه من المدينة إلى مكة ، ورفضه البيعة ليزيد يشكلان إعلانا لمبدأ المقاومة . فهو يعلم أن يزيد لن يتركه حتى يبايع . . وهو لن يبايع أبدا . . وإذن ستكون المجابهة بينهما أمرا محتوما . . ثم إن للحسين طبيعة جياشة ثائرة ، يربطها بالحق ولاء وثيق وعجيب . وتستمد من فضائل الدين العالية ، ومن تراث حسبه العريق زادا لا يفنى من الصمود والمثابرة . ! ! ولن يجد في كيانه ذرة تصبر على رؤية يزيد بن معاوية يجلس حيث جلس من قبل - أبو بكر - وعمر - وعثمان ، وعلي - . ! ! إن ذلك يعني ضياع مقدسات عزيزة وغالية . . وإذا كانت الطبول تدق في دمشق ، معلنة قيام خلافة كاذبة لحفيد أبي سفيان ، فلا بد أن يجد الإسلام من يدفع عنه الكارثة ولا بد أن يجد المسلمون من يدرأ عنهم الطوفان . . . !
78
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 78