نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 62
ومرض ( الحسن ) عليه السلام مرض الموت . وبقيت أصالة فطرته وإيمانه متألقة ، حتى تحت وطأة هذا الاغتيال الخفي ، والسقم الفاجع الأليم ! ! ففي علته هذه ، أخذ أخوه ( الحسين ) يلح عليه كي يبوح له بمن يعتقد أو يظن أنه صاحب هذه الجريمة النكراء . لكن حفيد الرسول العظيم ، لا ينسى مبادئه تحت سحق آلامه ، فيسأل أخاه : ( وفيم سؤالك عمن سقاني السم . . ؟ أتريد أن تقاتلهم . . ؟ لا . . إني أكل أمرهم إلى الله . . ! ! انظروا . . إنه حتى في غمرة الموت لا تتخلف إرادته عن مبادئه ، ويبقى رجل الأناة والسلام فيه ، متفوقا على الألم ، وعلى الكراهية . . بل وعلى حقه العادل في القصاص المشروع . ! ! وراح يملأ أيامه الباقية بالصلاة والدعاء ، مرددا منها ذلك الدعاء الذي كان جده الرسول قد علمه له منذ شبابه . ( الله اهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك ، تقضي ، ولا يقضى عليك ، وإنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت تباركت ربنا ، وتعاليت ) . لقد هداك الله - أبا محمد - وعافاك ، وتولاك ، وبارك لك فيما أعطاك . . وما تركت مقاديرك العظيمة جرعة السم تأخذ طريقها إليك ،
62
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 62