نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 54
بينما كان ( الإمام علي ) وهو خليفة مسؤول في العراق يعطي المسلمين حقوقهم من بيت المال بالسوية ، رافضا أي تمييز أو سرف . . ! ! حتى لقد أغضب بعض أنصاره ، حين رفض أن يتألف الناس بالمال ، ويختص بعض القبائل بأكثر من حقها ، قائلا عبارته المأثورة : ( أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور ) ؟ ! والآن ، بعد أن يتصالح الحسن ومعاوية ويصبح أمر الخلافة كله له ، فلن يكون هناك سوى بيت مال واحد هو هذا الذي يشرف عليه معاوية بحكم سلطته وسلطانه . و ( معاوية ) يعطي الأموال وفق مقاييسه الخاصة . . فماذا يكون الموقف إذا أخلف صلحه أو بعض صلحه غدا ، فكف العطاء أو بخل عن بعض أولئك الذين كانوا من قبل يناصرون ( الإمام ) ويناصرون ( الحسن ) ؟ ؟ لا بد للحسن إذن أن يتحوط لهذا الاحتمال . . وهنا يفضي بنا الحديث إلى حيث نعرف أين كان ينفق ( الحسن والحسين ) أموالهما . . لقد كانا يعودان بالكثير منها على نفر من الذين فقدوا ثرواتهم في سبيل القضية التي ناصروا فيها الإمام . وكانا يغدقان برهما ونداهما على أولي الأرحام ، وعلى الفقراء والمساكين . . لقد انفرد ( الحسن ) بأنه الرجل الذي قاسم الله ماله ثلاث مرات . . وخرج عنه كله مرتين . . ! ! ورجل هذه شيمته ، لا يطلب المال ليترف به ، إنما يطلبه ليؤدي به
54
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 54