responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 41


وأي صورة للعدالة وللرحمة يمكن أن يرقى إليها حكم كهذه الصورة التي يتجلى فيها ( ابن أبي طالب ) ودماؤه تنزف وأجله يسرع ، وقد جئ إليه بقاتله ، فلا يشغل باله ولا يؤرق حياته في لحظات وداعها سوى مصير قاتله . . وحين يقدر على الكلام تنفرج شفتاه عن هذه الكلمات :
( يا بني عبد المطلب ! !
لا ألفينكم تخوضون في دماء المسلمين خوضا ، تقولون : قتل أمير المؤمنين . .
أحسنوا نزله . . يعني قاتله . . فإن أعش ، فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا . . وإن أمت ، فاضربوه ضربة بضربة . . .
ولا تمثلوا بالرجل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إياكم والمثلة ، ولو بالكلب العقور ) . . . ! ! !
ورجل نسك من أرفع طراز ، غزير الدمعة من خشية الله ، دائم الاخبات لله . . . يلبس أخشن الثياب ، ويأكل أجشب الطعام . . . ويحيا بين الناس كواحد منهم . .
وكان نسكه كخليفة يتمم نسكه كعابد ، فكان يأبى إلا مشاركة الناس في كل ما ينزل بهم من ضر وشظف . . ويخص نفسه من ذلك بالنصيب الأوفى . . ! !
ولقد لخص لنا نسك خلافته وإمارته في هذه الكلمات :
( أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ، ثم لا أشارك المؤمنين في مكاره الزمان . . ! ! ؟
والله ، لو شئت لكان لي من صفو هذا العسل ، ولباب هذا البر ، ومناعهم هذه الثياب . .
ولكن ، هيهات أن يغلبني الهوى ، فأبيت مبطانا وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرى ) . . ! !

41

نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست