نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 152
فأجابهم الوحي صادعا رائعا : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) . أجل ، الله أعلم . . وها هوذا علمه يتألق للدنيا ، ولا كمثله تألق النهار . . ! ! فالرسول لم يكن وحده بطل التضحيات ، لأنه رسول . . بل ها هو عمه ( حمزة ) بطل الإسلام في ( أحد ) تمزقه السيوف والأحقاد ، حتى تستقر كبده بين أنياب ( هند ) زوجة أبي سفيان . . ! ! وها هوذا ( جعفر ) ابن عم الرسول ، بطل ( مؤتة ) تحصد جسده سيوف الروم . . ! ! وها هوذا ( علي ) ابن عم الرسول . . بطل الإسلام في كل غزواته ومشاهده . . وبطله في وجه الوثنية الأموية التي أرادت أن تحوله إلى ملك عضوض - يمضي هو الآخر شهيد اغتيال أثيم . . ! ! وها هوذا ( الحسن ) بطل السلام في الإسلام ، تغتال عصابة الشيطان حياته بالسم ، ويأخذ مكانه العالي بين الشهداء . . ! ! ثم ها هم أولاء أبطال كرام من نفس البيت الممجد والعظيم ، يصارعون أربعة آلاف مدججين بالجريمة والسلاح . . وليس معهم في ذلك اليوم الرهيب سوى خمسين ناصرا أو مقاتلا . ويتقدم الاثنان والعشرون إلى التضحية والموت في استبسال معجز . . ويعانقون الشهادة جميعا ، لا يبقى منهم سوى فتى مريض . . ! ! أليس حقا ، أن الله أعلم حيث يجعل رسالته . . ؟ ؟ أليس حقا ذلك يا رجال . . ؟ ! * فأي شئ في يومهم ذاك يخدعنا عن حقيقته ، فنرى فيه وجه المأساة ولا نرى أمجاد البطولة . . ؟ ؟ ألانهم قاتلوا ظماء ، وماتوا ظماء بينما أمواه الفرات تتفجر أمواجها على بعد خطوات . . ؟ ؟
152
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 152