نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 150
وفي واقعة كربلاء هذه ، يتألق ذلك المغزى تألق النهار . فإذا كانت في شكلها الخارجي تبعث الأسى والحزن ، فإنها في جوهرها العظيم تستجيش كل ما في النفس البشرية من إعجاب وإجلال . إنها تبدو ، وكأنها مهرجان للحق بالغ الروعة ! ! وتبدو ، وكأنها عيد للتضحية نادر المثال ! ! إن المسلمين يحتفلون كل عام مرة بعيد الأضحى ، ويسمونه ( العيد الأكبر ) . . فماذا كانت مناسبة هذا العيد في التاريخ . . ؟ كانت مناسبته التضحية . . ولا شئ سواها . . فخليل الرحمن ( إبراهيم ) أراد القدر أن يلقن البشرية عن طريقه درسا ليس كمثله درس في تقديس مشيئة الله وتلبية ندائه وأمره ، فدعاه أن يذبح ولده فسارع من فوره وشحذ سكينه وتل ولده للجبين . . وفي اللحظة الباهرة ملأ الوحي روعه وفؤاده : ( يا إبراهيم ، قد صدقت الرؤيا . . إنا كذلك نجزي المحسنين ) . ! ! فهل اتخذ الإسلام من تلك المناسبة عيدا ، لأن الله افتدى ( إسماعيل ) بذبح عظيم . . ؟ ! كلا ، فلقد كان سيحتفل بها أيضا لو انتهى الأمر إلى أن يكون ( إسماعيل ) بذبح عظيم . . ؟ ! كلا ، فلقد كان سيحتفل بها أيضا لو انتهى الأمر إلى أن يكون ( إسماعيل ) الذبيح والقربان . . ذلك أن الإسلام يحتفل بمضمون الموقف وجوهره - التضحية بأعز شئ . . في سبيل رب كل شئ ، وإله كل شئ . . ! ! ولقد وقف ( الحسين ) وأهله وأصحابه من أجل الحق موقفا استحق ببطولاته وتضحياته أن يكون للتضحية عيدا ، أي عيد . . ! !
150
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 150