نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 125
التحمت الجبهتان التحاما رهيبا . . ورأى جنود زياد كثرة القتلى الذين يسقطون منهم رغم كثرتهم الهائلة ، فجن جنونهم ، وهجم فرسانهم في ضراوة . . وبرز لهم فرسان ( الحسين ) الذين لم يكونوا أكثر من اثنين وثلاثين فارسا ، فدمروا هجومهم تدميرا ، وجاوزوا الدفاع إلى الهجوم في سرعة ما حقة ، وأحاطوا بفرسان ابن زياد ، ثم مرقوا داخل صفوفهم يطوحون برؤوسهم كالذباب ! ! وسقط في يد قائدهم ( عروة بن قيس ) فنادى ( عمر بن سعد ) من فوق صهوة جواده ، كي يدركه بالرماة ! ! وأمر ( ابن سعد ) جيشه فتقدم بأجمعه ، يتقدمه خمسمائة من الرماة . . وكبر ( الحسين ) تكبيرة هزت الأرض ونادت زلزالها ، وانقذف يضرب بسيفه ، فكأنه قدر ، لا راد لأمره . . ولا مهرب من حكمه ! ! كان يشد كالليث على غريم فيصرعه . . ثم يبصر آخر في طريقه بسيفه الغادر إلى بعض أصحابه ، فينثني إليه كالصقر ويرديه ! ! وحل روحه الغلاب في أفئدة أصحابه ، فاشتعل حماسهم ، واتقد مضاؤهم وامتلأت أفئدتهم المؤمنة عزما وشوقا ، وراحوا يضربون ويقاتلون ، في استبسال عظيم . كانوا كلما قل عددهم بوقوع الشهداء منهم ، ازدادوا إقداما وقوة . . لكأنما كانت أرواح شهدائهم تستأنف بعد انطلاقها من أجسادها ، نضالها وقتالها . . ! ! ! لم يكن أصحاب ( الحسين ) يتعجلون النصر ، فما أبعد النصر عن قوم يقاتلون في مثل ظروفهم وبمثل عددهم . إنما كانوا يتعجلون الجنة ، إذ لم يكن لديهم ريب في أنها المنتهى والمصير . . ! !
125
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 125