نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 115
وإننا لنظلم يوم كربلاء ظلما كبيرا ، حين نظنه مأساة لا غير . . وفاجعة لا أكثر . . وتتخذه مناسبة لاجترار الأحزان والآلام . . لا . . ثم لا ، يا رجال ! ! إنه مأساة وفاجعة إذا نظرنا إلى الشكل الخارجي للمعركة ، فرأينا السفلة الأدعياء ينتصرون . . ورأينا الوحشية المجرمة تفتك بأبناء الرسول . لكن يوم كربلاء ليس مأساة وفاجعة ، إذا نفذنا ببصائرنا إلى جوهره النضير ، فرأينا عظمة الثبات ، وروعة البطولة ، وعزة الإيمان ، وجلال التضحية ، في مهرجان للحق ، هيهات أن يكون له نظير . . ! ! وستكون لنا إن شاء الله وقفة معه هذا المعنى الجليل الخالد في الفصل القادم من الكتاب . أما الآن ، فإن علينا أن نسارع إلى مكان المعركة الأليمة والعظيمة ، فإن ساعاتها الحاسمة تقترب . . ! ! نحن الآن مع اليوم التاسع من المحرم ، وقد ولى نهاره ودلف ليل جديد ! ! ولقد أخذ جيش ابن زياد يتحرك للوثوب . . ورأى الحسين تحركاتهم ، وتذكر واجبا لا بد من أدائه قبل أن يبدأ القتال . هنالك أرسل إلى قائدهم عمر بن سعد - طالبا إرجاء القتال إلى غد . . وأجابه ابن سعد إلى ما طلب . . ولعله ظن أن وراء هذه الرغبة في الإرجاء عزما على طلب التسليم وعلى بيعة يزيد ! ! ترى ، لماذا طلب ( البطل ) إرجاء القتال . . ؟ ؟ هل ليدبر خواطره من جديد حول موقفه ؟ هل اقترب اليأس من عزمه ، فأراد أن يفكر مع نفسه في البحث عن مخرج يوقيه وأصحابه ما ينتظرهم من هول . . ؟
115
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 115