نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 102
رسول ابن زياد للحر ابن يزيد يحمل إليه كتابا يقول فيه : ( . . أما بعد ، فشدد على ( الحسين ) في المكان الذي يوافيك عنده كتابي . . ولا تنزله إلا بالعراء ، في غير حصن وعلى غير ماء . . وقد أمرت رسولي ألا يفارقك حتى تأتيني بإنفاذ أمري ، والسلام ) . . ! ! وتلا - الحر - الكتاب ، ثم ناله ( الحسين ) فتلاه . . وأراد الحسين أن يستأنف سيره متجها صوب مسيل ماء ، فمنعه - الحر - الذي كانت تحاصره نظرات الرقيب الوافد من عند ابن زياد . . وغير ( الحسين ) اتجاهه ، وسار بركبه والفرسان عن جانبيه . ولكن إلى أين . . ؟ لقد خشي الحر أن تفلت الفرصة منه ، فتصدى للركب السائر ، وأصر على النزول حيث انتهت خطواته . . ونزل الركب من فوق رواحله . وألقى الحسين بصره على الفضاء الموحش حوله . . ثم سأل : ما اسم هذا المكان . . ؟ قالوا : اسمه كربلاء . . فاختفى تفاؤله وراء إحساس بالجزع ، وتذكر ذلك اليوم الذي تحدثنا عنه من قبل . . يوم كان ( الإمام علي ) في طريقه إلى ( صفين ) فوقف على نفس المكان ، وقال : ( هنا ، محط رحالهم ، ومهراق دمائهم ) . . تذكر ( الحسين ) المشهد كله ، فقد كان يومئذ مع أبيه . وذاب الوجود من حوله في لحظات تأمل حارة صاهرة . . كربلاء . . ؟ ؟ ! ها هي ذي بين نبوءة الأمس ، وواقع اليوم ، ومصير الغد ! ! أي سر للقدر ، ينشره ويطويه . . يظهره ويخفيه . . ؟ !
102
نام کتاب : أبناء الرسول في كربلاء نویسنده : خالد محمد خالد جلد : 1 صفحه : 102