نام کتاب : يهود بثوب الإسلام نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 47
والخطير في الأمر أن تميما وكعبا كانا يتحدثان في أيام منع ذكر الحديث النبوي وتدوينه من قبل عمر [1] . فكان السؤال عن تفسير القرآن غير مسموح به ، وكذلك السؤال عن المسائل الاعتقادية ، والأحاديث النبوية . وفي ظل عدم تمكن الصحابة من قول الحديث ، كان تميم وكعب يتحدثان في مدينة المصطفى . وبذلك يكون تميم وكعب هما المرجعان الدينيان اللذان يرجع إليهما الصحابة في السؤال عن المسائل الدينية ، ولهما الحق في التدريس في المسجد . وكان فقدان المرجعية الدينية لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، هو الذي دفع عمر للاعتماد على غيرهم . لأن نظرية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تتمثل في الثقلين كتاب الله وأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا ما طرحه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في يوم الخميس أثناء مرضه ، وفي حجة الوداع ، وفي غدير خم ، وغيرها . بينما كانت نظرية قريش : حسبنا كتاب الله . وقد وجد عمر أن كتاب الله نفسه يحتاج إلى مفسر ، وأن شريعة الله تحتاج إلى مرجع ديني ، وهذا ما يفسر مسألة اعتماد عمر على كعب وتميم لسد ذلك الفراغ المرجعي ! ولقد اعتمد في بعض المناسبات على الإمام علي ( عليه السلام ) ، في حل بعض المعضلات الفقهية والاعتقادية والقضائية ذكرناها في هذا الكتاب فقال عندها عمر : لولا علي لهلك عمر [2] . وكان اعتماد الدولة الاستراتيجي في المسائل الخطيرة ونشر الثقافة العامة والأحاديث الدينية يتم أسبوعيا بالاعتماد على كعب وتميم . وهذا لا ينافي اعتقاد الدولة بأفضلية علي ( عليه السلام ) على غيره من أمثال كعب وتميم . لكن كعبا وتميما في خط الحزب القريشي ، ومن ضمن رموزه ، بينما كان الإمام علي ( عليه السلام ) من الخط المنافس لهم ، فكان أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وآخرون من
[1] طبقات ابن سعد 5 / 140 ، تاريخ ابن كثير 8 / 107 . [2] الاستيعاب ، ابن عبد البر الأندلسي 3 / 1103 .
47
نام کتاب : يهود بثوب الإسلام نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 47