نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 188
الأبد ، وقد فرغ من الأمر . فعلى هذا يكون القول بحدوث العالم بمعناه الحقيقي ، ونفي الأزلية بمعنى عدم تأثير الذات في الإيجاد ، التزاما بالإمكان في ذاته تعالى على زعمهم ، ومن هنا يعلم أن عدم التزام القوم بالقدرة فيه تعالى بالمعنى الذي ذكرناه ، إنما هو لأجل فرارهم عن لزوم الإمكان على زعمهم الفاسد . وقد صرحت محكمات الكتاب وقطعيات السنن على حدوث العالم بمعناه الحقيقي . . أي نفي أزلية ما سواه تعالى وتوحده سبحانه بالأزلية لا الحدوث المصطلح عندهم . وواضح عند أولي الألباب أن نفي ما سواه في الأزل وتفرده تعالى بالأزلية ، ليس لأجل الإمكان والنقص في فاعلية الفاعل والخالق سبحانه ، بل هو لأجل شدة سلطانه وتمكنه واستيلائه وعلوه ، سبحانه من أن يتعالى عليه الفعل على رغمه إيجابا . ضرورة أن تأثير الفاعل في الفعل وصدور الفعل عنه إيجابا ومتعاليا عليه ليس من كمال الفاعل ، والعلم بصدور الفعل مع إيجاب المشية عليه تعالى غير جابر لتلك النقيصة ، فكم من فرق بين صدور الفعل إيجابا عليه - وإن كان عالما به - وبين صدور الفعل عن سلطانه وتمكنه واقتداره ، فالأول عجز وذلة وهوان ، والثاني مجد وعزة وجلال . وعدم صدور الفعل أيضا ليس مستندا الا إلى شدة سلطانه ونفوذه وتمكنه ، فوقوع الفعل وعدم وقوعه مستند إلى كمال حقيقي وهي القدرة التي هي عين الذات الأحدية مثل العلم والحياة وهي المؤثرة في الوقوع واللاوقوع
188
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 188