نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 173
فإن الفطرة والعقل كما أشرنا يحكمان بأن الموجود القادر على إبداع الحقائق والأشياء لا من شئ أشرف وأكمل من الموجود الذي تكون فاعليته وقادريته بفياضيته من ذاته . [1] وهذا النحو من الفاعلية هو من كمالاته وخصائص ذاته تعالى شأنه وليس كمثله شئ ، والذين ذهبوا إلى خلاف ذلك ما قدروا الله حق قدره . وأيضا ظهر مما قلناه أن عدم جريان قاعدة الواحد في مورد ذاته تعالى وخروجه سبحانه عنها يكون من باب الخروج الموضوعي والتخصص ، لا الخروج الحكمي والتخصيص في حكم عقلي ، فلا مجال لتوهم هذا الإشكال أيضا في هذا الباب كما لا يخفى [2] .
[1] مضافا إلى أن هذا ليس من الفاعلية والقادرية في شئ . [2] قال الله تعالى : * ( يخلق ما يشاء وهو العليم القدير ) * الروم ( 30 ) : 54 . وقال : * ( يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير ) * فاطر ( 35 ) : 1 . وقال : * ( إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز ) * إبراهيم ( 14 ) : 19 - 20 . وقال : * ( أ وليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ) * يس ( 36 ) : 81 ، وآيات أخرى . * وفي صحيحة عمر بن أذينة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : قال : " خلق الله المشية بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشية " ( التوحيد : 148 حديث 19 ) * وعن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) : " كل شئ سواه مخلوق ، وإنما تكون الأشياء بإرادته ومشيته من غير كلام . . " ( الاحتجاج : 385 ) * وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد الذي لا من شئ كان ، ولا من شئ خلق ما كان . . . ولا يتكأده صنع شئ كان ، إنما قال - لما شاء - : كن فكان ، ابتدع ما خلق بلا مثال سبق ولا تعب ولا نصب ، وكل صانع شئ فمن شئ صنع ، والله لا من شئ صنع ما خلق . . " ( الكافي 1 / 134 - 135 ، بحار الأنوار 54 / 164 حديث 103 ) .
173
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 173