نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 143
إذا تمهد هذا ، فنقول : إن ما نقل عن بعض الفلاسفة - من أن ذات الواجب تعالى إما أن تستجمع جميع شرائط التأثير في الأزل أو لا ؟ وعلى الأول يلزم قدم الأثر بالضرورة ، لامتناع التخلف عن الموجب التام ، وعلى الثاني توقف وجود الأثر - وهو العالم - على شرط حادث . . وننقل الكلام إليه حتى يلزم التسلسل - ممنوع لوجوه : الوجه الأول : إنا نختار أنه تعالى مستجمع لجميع شرائط التأثير في الأزل من جهة القدرة والسلطنة التامة على الفعل والترك ، ولكن نقول : إن الشبهة مبتنية على توهم كون الخالق تعالى زمانيا . ولكن الحقيقة هي أن الزمان والزمانيات قبل خلق العالم معدومة مطلقا ومنفية صرفا ، وإن القول بألفة الباري عز وجل بالزمان والمكان أوهام كاذبة مخترعة ، وأن الله جل شأنه مقدس عن أمثال هذه الأمور ولا يبلغ عقل أي عاقل إلى كنه عظمته وجلاله ، بل لا يمكن لنا تصور ذاته خارجا عن الزمان والمكان ، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالإقرار والتصديق العقلي فقط . ولا يخفى أن الزمان والحركات وسلسلة الحوادث كلها متناهية في طرف الماضي ، وأن جميع الممكنات تنتهي في جهة الماضي خارجا إلى عدم مطلق ولا شئ بحت لا امتداد فيه ولا تكمم ولا تدريج ولا قارية ولا سيلان ، وأن قبل ابتداء الموجودات لم يكن شئ سوى الواحد القهار . وإن عبارة " تنتهي الموجودات إلى عدم مطلق " وكذا عبارة " قبل ابتداء
143
نام کتاب : وجود العالم بعد العدم عند الإمامية نویسنده : السيد قاسم علي الأحمدي جلد : 1 صفحه : 143