الصادق ، وأجد متكلمي الشيعة وبطائنهم ، الذي فتق الكلام في الإمامة ، وهذب المذهب وسهل طريق الحجاج فيه [1] . وقد اتفق مترجموه على أنه من الموالي شأن أكثر أئمة العلم والكلام والفلسفة [2] في القرون الأولى الإسلامية ، واختلفوا فيمن ينتسب إليه بالولاء ، فابن النديم يقول إنه مولى لبني شيبان [3] ووافقه على هذا جماعة [4] . ويقول الكشي إنه مولى كندة ، وأيده النجاشي وغيره ، ولعل الأصوب أنه مولى كنده ، ومنزله في بني سيبان كما حكاه محمد بن أبي عمير [5] . ويبدو من بعض النصوص أنه عربي الأصل ينتمي لقبيلة خزاعة العربية فقد صرح السيد الصدر أن أصله من خزاعة [6] . وربما يؤيد ذلك أنك لا تجد أثرا شعوبيا في آرائه ، بل يبدو منه على العكس الاعتداد بالعنصر العربي ، كما يظهر ذلك من تقريره في تحديد صفة الإمام حين سأله عبد الله بن يزيد الأباضي ، قال في أثناء كلامه : أنه ليس أبرز من جنس
[1] فهرست ابن النديم ص 249 وملحقاته ص 7 . [2] مثل الأحول والجواليقي وآل زرارة وسواهم من الشيعة ومثل واصل وعمرو بن عبيد وأبي الهذيل والنظام من المعتزلة . [3] المصدر السابق . [4] كالطوسي في الفهرست والمفيد في الارشاد . [5] منتهى المعروف برجال أبي علي ص 322 - 323 . [6] تأسيس الشيعة ص 360 .