responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هشام بن الحكم نویسنده : الشيخ عبد الله نعمة    جلد : 1  صفحه : 166


أن المعرفة اضطرارية من البطلان الواضح ، لأنها إن حملت على ظاهرها ، من أنها ليست من صنع العبد ولو بالواسطة لما اختلف الناس فيها ، ولما حصلت لبعض دون بعض ، ويفضي القول بها إلى عدم صحة عقاب من لم تحصل له المعرفة بالله وبرسوله من سائر فرق الكفار والمشركين ، ولما كان وقع لبيان الأدلة والآيات في القرآن الكريم التي يقصد منها إلفات الأنظار . ومن هنا أمكن أن نرجع الاختلاف في كثير منها إلى اختلاف لفظي ، وذلك أن من يقول إنها كسبية يرى أنها لا بد من أن تحصل بواسطة نظر واستدلال أو قياس ونحوها ، ويعني بذلك أنها كسبية من حيث اختيار السبب ، وأما بعد النظر والاستدلال ووجود السبب فهي اضطرارية .
والذي يقول بأنها اضطرارية إنما يلحظها بعد وجود سببها ومنشئها ، فإن المعرفة بعد النظر والاستدلال حاصلة لا محالة أسواء أراد الناظر أم لا ، كما هو الشأن في العلم الحاصل من الحواس ، فالذي يفتح عينه على شئ لا بد له أن يبصره أراد ذلك أم أبى ، والعلم بالمبصر بعد فتح عينه اضطراري ليس فيه للعبد اختيار . نعم هو مختار من حيث أنه أوجد سببه ومقدمته .
وعلى هذا كان ما ذهب إليه هشام أقرب إلى واقع المعرفة ، وأنها اضطرارية ، تنشأ بمقتضى ما توجبه الخلقة ، وهي لا تحصل ولا تقع إلا بعد النظر والاستدلال مثل الأسباب التوليدية التي تقتضي وجود المسببات من دون دخل قصد العبد فيها ، وإن كان له صنع في نفس الأسباب .


( 1 ) مقالات ص 118 .

166

نام کتاب : هشام بن الحكم نویسنده : الشيخ عبد الله نعمة    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست