نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 372
قرن الشيطان [1] . وفيه : قال : خرج النبي صلى الله عليه وآله من بيت عائشة ، فقال : رأس الكفر من ها هنا ، من حيث يطلع قرن الشيطان [2] . إيضاح خرافة الجبر أفلا ينظر العاقل بعين الإنصاف ، ويجتنب التقليد ، واتباع الهوى ، والاستناد إلى اتباع الدنيا ، ويطلب الخلاص من الله تعالى ، ويعلم أنه محاسب غدا على القليل والكثير ، والفتيل والنقير ، فكيف يترك اعتقاده ؟ ويتوهم أنه يترك سدى ؟ أو يعتقد بأن الله تعالى قدر هذه المعصية وقضاها ، فلا يتمكن من دفعها ، فيبرئ نفسه قولا لا فعلا ، فإنه لا ينكر صدور الفعل من الإنسان إلا مكابر جاحد للحق ، أو مريض العقل ، بحيث لا يقدر على تحصيل شئ البتة . ولو كان الأمر كما توهموه ، لكان الله تعالى قد أرسل الرسل إلى نفسه ، وأنزل الكتب على نفسه ، فكل وعد ووعيد جاء به يكون متوجها إلى نفسه ، لأنه إذا لم يكن فاعل سوى الله تعالى ، فإلى من أرسل الأنبياء ، وعلى من أنزل الكتب ، ولمن تهدد ووعد وتوعد ، ولمن أمر ونهى ! . ومن أعجب الأشياء وأغربها : أنهم يعجزون عن إدراك استناد أفعالهم إليهم ، مع أنه معلوم للصبيان ، والمجانين ، والبهائم ، ويقدرون على تصديق الأنبياء ، والعلم بصحة نبوة كل مرسل ، مع استناد الفساد ، والضلال ، والتلبيس ، وتصديق الكذابين ، وإظهار المعجزات على أيدي المبطلين إلى الله تعالى .
[1] رواه في كتاب الجهاد ، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله ج 4 ص 98 والتاج الجامع للأصول ج 5 ص 310 وقال : رواه الشيخان ، والترمذي . [2] التاج الجامع للأصول ج 5 ص 311 وقال : رواه مسلم .
372
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 372