responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 327


بخبط وشماس ، وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة ، وشدة المحنة .
حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله ، وللشورى ، متى اعترض الريب في مع الأول منهم ، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر ، لكني أسففت إذ أسفوا ، وطرت إذ طاروا ، فصفى رجل منهم لضغنه ، ومال الآخر لصهره ، مع هن وهن .
إلى أن قالم ثالث القوم ، نافخا حضنيه ، بين نثيله ، ومعتلفه ، وقام معه بنو أبيه ، يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع ، إلى أن انتكث فتله ، وأجهز عليه عمله ، وكبت به بطنته ، فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي ، ينثالون علي من كل جانب ، حتى لقد وطئ الحسنان ، وشق عطفاي مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالأمر ، نكثت طائفة :
ومرقت أخرى ، وقسط آخرون ، كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول :
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ، والعاقبة للمتقين " [1] .
بلى والله ، لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم ، وراقهم زبرجها ، أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء : أن لا يقاروا على كظة ظالم ، ولا سغب مظلوم ، لألقيت حبلها على غاربها ، ولسقيت آخرها بكأس أولها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز [2] ! . . .



[1] القصص : 83
[2] قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 1 ص 69 : قد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي ، إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر ، قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة إلى آخر ما قال . وذكرها الميداني في مجمع الأمثال ، وابن منظور الإفريقي المصري ، في لسان العرب ج 12 ص 52 ، وأوعز إليها الفيروزآبادي في القاموس ج 3 ص 259 ، وابن الأثير الجزري في نهاية اللغة ج 2 ص 490 ، ووجدت بخط قديم ، عليه كتابة الوزير أبي الحسن علي بن الفرات ، المتوفى ( 312 ) كما في شرح ابن ميثم . ورواها محمد عبده في شرحه نهج البلاغة ج 1 ص 30 والدكتور صبحي الصالح في شرحه على النهج ص 48 وسبط بن الجوزي في تذكرة الخواص ، وغيرهم من أعلام القوم .

327

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست