responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 320


ولم يتمكن من الانتصاف من رجل واحد ، حيث كان لهم غرض فاسد في منعه ، وخالفوه ، واختلفوا عليه ، واقتصر على الامساك ؟ فكيف يكون حال أهله بعده مع هؤلاء القوم ؟ .
وروى الحميدي في مسند أبي هريرة في صحيح مسلم : أن النبي صلى الله عليه وآله لما فتح مكة ، وقتل جماعة من أهلها ، فجاء أبو سفيان بن الحارث بن هاشم ، فقال يا رسول الله أبيدت خضراء قريش ، فلا قريش بعد اليوم ، فقال :
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، فقالت الأنصار بعضهم لبعض : أما الرجل فأدركته رغبة في تربته ، ورأفة بعشيرته ، وفي رواية أخرى : فقد أخذته رأفة بعشيرته ، ورغبة في قريته [1] .
فلينظر العاقل : هل يجوز أو يحسن من الأنصار مثل هذا القول في حق النبي صلى الله عليه وآله ؟ .
وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين ، في مسند عائشة ، من المتفق عليه : أن النبي صلى الله عليه وآله قال لها : يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية وفي رواية حديثو عهد بكفر ، وفي رواية حديثو عهد بشرك ، وأخاف أن تنكر قلوبهم لأمرت بالبيت فهدم ، فأدخلت فيه ما أخرج منه ، ولزقته بالأرض ، وجعلت له بابا شرقيا ، وبابا غربيا ، فبلغت به أساس إبراهيم [2] .
فانظر أيها المنصف : كيف يروون في صحاح أحاديثهم : أن النبي صلى الله عليه وآله كان يتقي قوم عائشة ، وهم من أعيان المهاجرين والصحابة ، من أن يواطئهم في هدم الكعبة ، وإصلاح بنائها ؟ فكيف لا يحصل الاختلال بعده في أهل بيته الذين قتلوا آباءهم وأقاربهم ؟ .



[1] التاج الجامع لأصول ج 4 ص 439 وصحيح مسلم ج 3 ص 160
[2] ورواه أحمد في المسند ج 6 ص 176 و 178 و 180 و 239

320

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست