نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 162
ويكون هو في غاية الدناءة والسفالة ، ممن قد ليط به طول عمره ، حال النبوة وقبلها ، ويصفع في الأسواق ، ويعتمد المناكير ، ويكون قوادا ، بصاصا . فهؤلاء يلزمهم القول بذلك ، حيث نفوا التحسين والتقبيح العقليين ، وأن ذلك ممكن ، فيجوز من الله وقوعه ، وليس هذا بأبلغ من تعذيب الله من لا يستحق العذاب ، بل يستحق الثواب طول الأبد ! . وأما المعتزلة ، فلأنهم جوزوا صدور الذنب عنهم ، لزمهم القول بجواز ذلك أيضا . واتفقوا على وقوع الكبائر منهم كما في قصة إخوة يوسف . فلينظر العاقل بعين الإنصاف : هل يجوز المصير إلى هذه الأقاويل الفاسدة ، والآراء الردية ؟ وهل يبقى مكلف ينقاد إلى قبول قول من كان يفعل به الفاحشة طول عمره إلى وقت نبوته ؟ . وأنه يصفع ويستهزأ به حال النبوة ؟ . وهل يثبت بقول هذا حجة على الخلق ؟ . واعلم أن البحث مع الأشاعرة في هذا الباب ساقط ، وأنهم إن بحثوا في ذلك استعملوا الفضول ، لأنهم يجوزون تعذيب المكلف على أنه لم يفعل ما أمره الله تعالى به ، من غير أن يعلم ما أمره به ، ولا أرسل إليه رسولا البتة ، بل وعلى امتثال أمره به . وأن جميع القبائح من عنده تعالى ، وأن كل ما وقع في الوجود فإنه فعله تعالى ، وهو حسن ، لأن الحسن هو الواقع ، والقبيح هو الذي لم يقع . فهذه الصفات الخسيسة في النبي وأبويه ، تكون حسنة ، لوقوعها من الله تعالى ، فأي مانع حينئذ من البعثة باعتبارها ، فكيف يمكن للأشاعرة منع كفر النبي ، وهو من الله ، وكل ما يفعله تعالى فهو حسن ؟ وكذا أنواع المعاصي ؟ وكيف يمكنهم مع هذا المذهب التنزيه للأنبياء ؟
162
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 162