نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 130
هي حال الاستغناء عن القدرة ، لأن الفعل حال الوجود يكون واجبا فلا حاجة به إلى القدرة . على أن مذهبهم أن القدرة غير مؤثرة البتة ، لأن في الموجودات كلها هو الله تعالى ، فبحثهم عن القدرة حينئذ يكون من باب الفضول ، لأنه خلاف مذهبهم . ومنها : إلزام حدوث قدرة الله تعالى ، أو قدم العالم ، لأن القدرة مقارنة للفعل . وحينئذ يلزم أحد الأمرين وكلاهما محال ، لأن قدرة الله تعالى يستحيل أن تكون حادثة ، والعالم يمتنع أن يكون قديما . ولأن القدم مناف للقدرة ، لأن القدرة إنما تتوجه إلى إيجاد المعدوم ، فإذا كان الفعل قديما امتنع استناده إلى القادر . ومن أعجب الأشياء بحث هؤلاء القوم عن القدرة للعبد ، والكلام في أحكامها . . مع أن القدرة غير مؤثرة في الفعل البتة ، وأنه لا مؤثر غير الله تعالى ، فأي فرق بين القدرة واللون وغيرهما بالنسبة إلى الفعل ، إذا كانت غير مؤثرة ، ولا مصححة للتأثير . وقال أبو علي بن سينا ، ردا عليهم : ( لعل القائم لا يقدر على القعود ) [1] . القدرة صالحة للضدين المطلب الرابع عشر : في أن القدرة صالحة للضدين . ذهب جميع العقلاء إلى ذلك ، عدا الأشاعرة فإنهم قالوا : القدرة غير
[1] قال ابن سينا في فصل القوة والفعل ، والقدرة والعجز ، من إلهيات الشفاء : " وقد قال بعض الأوائل ، وغاريقون ( يعني بعض فلاسفة اليونان ) منهم : أن القوة تكون مع الفعل ، ولا تتقدم ، وقال بهذا أيضا قوم من الواردين بعده بحين كثير ، فالقائل بهذا القول كأنه يقول : إن القاعد ليس يقوى على القيام ، أي لا يمكن في جبلته أن يقوم ، ما لم يقم ، فكيف يقوم ، وإن الخشب ليس بجبلته أن ينحت بابا فكيف ينحت ، وهذا القائل لا محالة غير قوي ، أن يرى ويبصر في اليوم الواحد مرارا ، فيكون بالحقيقة أعمى "
130
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 130