responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 177


آية المباهلة [1] السادسة : أجمع المفسرون [2] : على أن : " أبناءنا " إشارة إلى الحسن والحسين ، " وأنفسنا " إشارة إلى علي عليه السلام . فجعله الله نفس محمد



[1] قال الله تعالى : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل : تعالوا ، ندع أبناءنا وأبناءكم ، ونساءنا ونساءكم ، وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " .
[2] قال الحاكم في كتابه : " معرفة الحديث " ( ط مصر ) ص 50 : وقد تواترت الأخبار في التفاسير ، عن عبد الله بن عباس وغيره : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ يوم ( المباهلة ) بيد علي ، وحسن ، وحسين ، وجعلوا فاطمة وراءهم ، ثم قال صلى الله عليه وآله : هؤلاء أبناؤنا ، وأنفسنا ، ونساؤنا ، فهلموا أنفسكم ، ونساءكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين . ومن جملة مصادرها : صحيح مسلم ج 2 ص 108 باب فضائل علي ( ع ) ، والصواعق المحرقة ص 93 ، ومسند أحمد ج 1 ص 185 ، وصحيح الترمذي ج 2 ص 66 ، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 150 ، وسنن البيهقي ج 7 ص 73 ، وتفسير الطبري ج 3 ص 213 . وفي تفسير البيضاوي ج 2 ص 32 ، بعد نقل مجئ أصحاب الكساء إلى المباهلة ، قال : فقال أسقفهم : يا معشر النصارى : إني لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله ، فلا تباهلوا فتهلكوا . . إلى آخر ما قال ، وروى ذلك الفخر في تفسيره ج 8 ص 80 ، والكشاف ج 1 ص 193 . وقد أجمع أهل القبلة : على أن الرسول لم يدع للمباهلة أي واحدة من النساء ، بما فيهن أم هاني ذات الشأن والمكانة ، وغيرها من أزواج النبي ، ونساء الخلفاء والمهاجرين والأنصار سوى بضعته الزهراء . ولم يدع من الأبناء كذلك إلا سبطيه الحسن ، والحسين ، ومن الرجال سوى علي بن أبي طالب ، مع وجود الخلفاء وسائر المهاجرين والأنصار ، ولم يجعل أحدا من المسلمين شريكه في متن هدايته ، وهذا هو منتهى التكريم لهؤلاء المصطفين من الله والرسول ، وهذا مقام الأبرار لم يعطه الله ورسوله أحدا من المؤمنين سواهم ، لأنه لم يكن بين النساء من تجمع شرائط الهداية إلا الصديقة الطاهرة ، ومن الأبناء إلا ريحانتا الرسول صلى الله عليه وآله ، الحسن والحسين ، ولم يكن من الرجال من نفسه كنفس النبي الأعظم في هداية الأمة ، إلا علي أمير المؤمنين ، ولذا قال الزمخشري في تفسير الآية من كشافه ج 1 ص 193 : وفيه دليل لا شئ أقوى منه على فضل أصحاب الكساء عليهم السلام ، وذكر ذلك مسلما به ابن حجر في الصواعق ص 93 . وهذه الفضيلة نص قاطع بكون الحسن والحسين ابني الرسول صلى الله عليه وآله ، كما تواترت به الروايات عنه بهذه الحقيقة القرآنية . قال الفخر الرازي في تفسيره ج 8 ص 81 : ومما يؤكد هذا قوله تعالى ، في سورة الأنعام ( 84 - 85 ) : " ومن ذريته داود وسليمان " إلى قوله : " وزكريا ويحيى وعيسى " ، ومعلوم : أن عيسى ( ع ) إنما انتسب إلى إبراهيم ( ع ) بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنا . وقال كمال الدين بن طلحة الشافعي ، المتوفى ( 654 ) ، في " مطالب السؤل " ص 16 بعد ذكر حديث الغدير ، ونزول آية التبليغ فيه : " فقوله صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلي مولاه . قد اشتمل على لفظ ( من ) ، وهي موضوعة للعموم ، فاقتضى أن كل إنسان كان رسول الله صلى الله عليه وآله مولاه كان علي مولاه ، واشتمل على لفظة ( المولى ) ، وهي لفظة مستعملة بإزاء معان متعددة قد ورد القرآن الكريم بها ، فتارة تكون بمعنى : الأولى ، قال الله تعالى في حق المنافقين : " مأواكم النار هي مولاكم " معناه أولى بكم ( ثم ذكر بعض معانيها إلى أن قال ) : فإن عليا منه كذلك ، وهذا صريح في تخصيصه لعلي ( ع ) بهذه المنقبة العلية ، وجعله كنفسه بالنسبة إلى من دخلت عليهم كلمة ( من ) التي هي للعموم بما لا يجعله لغيره . وليعلم أن هذا الحديث هو من أسرار قوله تعالى : في آية المباهلة : ( وأنفسنا وأنفسكم ) ، والمراد نفس علي على ما تقدم ، فإن الله تعالى لما قرن بين نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وبين نفس علي ، وجمعها بضمير مضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أثبت رسول الله لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموما ، فإنه أولى بالمؤمنين ، وناصر المؤمنين ، وسيد المؤمنين ، وكل معنى أمكن إثباته مما يدل عليه لفظ المولى لرسول الله فقد جعله لعلي ( ع ) ، وهي مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علية ، ومكانة رفيعة ، خصصه بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيده وموسم سرور لأوليائه . وروى أبو نعيم في حلية الأولياء ج 1 ص 66 ، بسنده : أن عليا دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال صلى الله عليه وآله : ( مرحبا بسيد المسلمين ، وإمام المتقين ) ، فسيادة المسلمين ، وإمامة المتقين ، لما كانت من صفات نفسه صلى الله عليه وآله ، وقد عبر الله تعالى عن نفس علي بنفسه ، ووصفه بما هو من صفاته . أقول : ويعلم مما تقدم أن محبة النبي صلى الله عليه وآله لعلي ، وفاطمة ، والحسنين ، واختياره لهم عن غيرهم ، ليس بدافع من الغريزة الإنسانية ، الموجودة في كل أحد ، كما زعمه الزمخشري وغيره ، في تفسير الآية بل هو يحب الناس بمقدار ما يرتبط أولئك الناس بتعاليم نبوته ورسالته ، كما قال علي بن الحسين ( ع ) في دعائه في الصلاة على رسول الله ، ( الدعاء الثاني في الصحيفة السجادية ) : قطع في إحياء دينك رحمه ، وأقصى الأدنين على جحودهم ، وقرب الأقصين على استجابتهم لك ، ووالى فيك الأبعدين ، وعادى فيك الأقربين ، وأدأب نفسه في تبليغ رسالتك ( الدعاء ) .

177

نام کتاب : نهج الحق وكشف الصدق نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست