عمدوا إلى اختلاق ما يضاهيه في شأن أبي بكر بن أبي قحافة ! فمما زعموا نزوله فيه قوله عز من قائل : ( وسيجنبها الأتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى ) [2] الآيات ، وأن المراد بالأتقى أبو بكر خاصة ! واحتجوا بذلك على أفضليته على سائر الخلق بعد النبيين صلى الله تعالى وسلم عليهم أجمعين ! وقد صنف الحافظ شيخ الإسلام جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي في ذلك رسالة وسمها ب : الحبل الوثيق في نصرة الصديق [3] ، فنظرنا فيها فإذا هي مبنية على أسس العناد واللجاج ، حائدة عن سنن المناظرة والاحتجاج ، وفيها من التقول الصريح على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يكاد يخفى على أولي الألباب . . ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ) [4] . فلم أر بدا من التنبيه على سقطاته ، وإيقاف بغاة الحق على غلطاته ، ونقض عرى حبلها الخلق عروة عروة ، مستعينا بالله ذي الحول والقوة ، في هذه الالوكة الموسومة ب : انبلاج الفلق بانفصام عرى الحبل الخلق ، وإياه أسأل الهداية للحق والصواب ، إنه هو الكريم الوهاب . * * *
[2] سورة الليل 92 : 17 و 18 . [3] وهي مطبوعة ضمن كتابه الحاوي للفتاوي ، وقد اشتهر عند العامة تلقيب أبي بكر بالصديق ، وبنته عائشة بالصديقة ، وعمر بالفاروق ، وعثمان بذي النورين ، ولنا رسالة حافلة في تزييف هذه الدعاوى الباطلة . [4] سورة الحاقة 69 : 44 - 46 .