responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 505


في الآخرة والآخرة محيطة بالدنيا إذا كانت النقلة من الحياة إلى الموت ظاهرة وكانت الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا يعلمون ، وذلك إن الدنيا نقلة والآخرة حياة ومقام مثل ذلك النائم [1] ، وذلك أن الجسم ينام والروح لا تنام والبدن يموت والروح لا تموت ، قال الله عز وجل : ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون ) [2] ، والدنيا رسم الآخرة والآخرة رسم الدنيا وليس الدنيا الآخرة ولا الآخرة الدنيا ، إذا فارق الروح الجسم يرجع كل واحد منهما إلى مأمنه بدأ وما منه خلق ، وكذلك الجنة والنار موجودة في الدنيا وفي الآخرة موجودة ، لأن العبد إذا مات صار في دار في الأرض : أما روضة من رياض الجنة وأما بقعة من بقاع النار ، وروحه إلى إحدى دارين : إما في دار نعيم مقيم لا يموت فيها ، وإما في دار عذاب أليم لا يموت فيها ، والرسم لمن عقل موجود واضح ، وقد قال الله تعالى : ( كلا لو تعلمون عليم اليقين ، لترون الجحيم ، ثم لترونها عين اليقين ، ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ) [3] ، وعني الكافر ، فقال :
إنهم كانوا في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا [4] ، ولو علم الإنسان علم ما هو فيه مات خوفا من الموت ومن نجا فبفضل اليقين ، قال :
فأخبرني عن قوله تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) [5] ، فإذا طويت السماء وقبضت الأرض فأين تكون الجنة والنار ، وهما فيهما ؟ قال : فدعا بدواة قرطاس ثم كتب فيه : الجنة والنار ، ثم درج القرطاس ودفعه إلى النصراني وقال : أليس قد طويت هذا القرطاس ؟ قال : نعم ، قال عليه السلام : فافتحه ، قال : ففتحه ، قال : هل ترى آية النار وآية الجنة أمحاهما طي القرطاس ؟



[1] في الإرشاد : كالنائم .
[2] العنكبوت : 64 .
[3] التكاثر : 5 - 8 .
[4] الآية في القرآن كذا : ( الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا ) . الكهف : 101 .
[5] الزمر : 67 .

505

نام کتاب : نفس الرحمن في فضائل سلمان نویسنده : ميرزا حسين النوري الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست