وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأبو ذر والمقداد وعقيل بن أبي طالب [1] وحمزة بن عبد المطلب [2] وزيد بن حارثة ، فدخلوا الحائط فجعلوا يتناولون من حشف النخل ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول ( لهم ) : كلوا الحشف ولا تفسدوا على القوم شيئا ، فدخلت على مولاتي فقلت لها : يا مولاتي ! هبي لي طبقا من رطب ، فقالت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت وحملت طبقا من رطب ، فقلت في نفسي : إن كان فيهم نبي فإنه لا يأكل الصدقة ويأكل الهدية ، فوضعته بين يريه ، فقلت : هذه صدقة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : كلوا ، وأمسك رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وعقيل بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب ، وقال لزيد : مد يدك وكل ، فقلت في نفسي : هذه علامة ، فدخلت على مولاتي وقلت لها : هبي لي طبقا آخر ، فقلت : لك ستة أطباق ، قال : فجئت فحملت طبقا ( آخر ) من رطب فوضعته بين يديه وقلت : هذه هدية ، فمد يده وقال : بسم الله كلوا ، فمد القوم جميعا أيديهم فأكلوا فقلت في نفسي : هذه أيضا علامة ، ( قال : ) فبينما أنا أدور خلفه إذ قد حانت من النبي صلى الله عليه وآله التفاتة ، فقال : يا روزبه ! تطلب خاتم النبوة ؟ فقلت : نعم ، فكشف عن كتفيه ، فإذا أنا بخاتم النبوة معجون بين كتفيه ، عليه شعرات ،
[1] هو أخو أمير المؤمنين لأبيه وأمه ، كان يكنى أبا يزيد وكان قد خرج مع الكفار يوم بدر مكرها فأسر ، ففداه عمه العباس ثم أتى مسلما مهاجرا قبل الحديبية وكان أبو طالب عليه السلام يحبه حبا شديدا وشهد غزاة مؤتة مع أخيه جعفر وتوفي في خلافة معاوية سنة 50 وعمره 96 سنة ولم يشهد مع أخيه أمير المؤمنين عليه السلام شيئا من حروبه أيام خلافته وعرض نفسه وولده عليه فأعفاه ولم يكلفه حضور الحرب وكان عقيل أنسب قريش وأعلمهم بأيامها واختلف الناس في إلحاقه بمعاوية قبل شهادة أخيه أمير المؤمنين عليه السلام . [2] أمه هاله بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وآله رضيع رسول الله ، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب ، وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وآله بسنتين ، آخى النبي بينه وبين زيد بن حارثة وهاجر إلى المدينة وأول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة لحمزة وشهد بدرا وأبلى فيها بلاء عظيما مشهورا وشهد أحدا وقتل بها وكان مقتله للنصف من شوال سنة ثلاث وكان عمره 7 5 سنة وصلى النبي على حمزة ثم لم يؤت بقتيل إلا وصلى عليه معه حتى صلى عليه 72 صلاة .