مبارز ؟ فلم يبرز إليه ( أحد ) ، فشد ( علي ) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عليهم حتى توسط جمعهم ، فذلك قول الله ( تعالى ) : ( فوسطن به جمعا ) [1] ، فقتل علي عليه السلام مقاتليهم وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وأقبل ( عليه السلام ) بسبيهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل عليا عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة ، وأقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمسح الغبار من وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بردائه ويقبل بين عينيه ويبكي وهو يقول : الحمد لله يا علي الذي شد بك أزري ، وقوى بك ظهري ، يا علي ! إني سئلت ربي أن يشد بك أزري ، ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول : معاشر أصحابي ! لا تلوموني في حب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فإنما حبي عليا من أمر الله ، والله أمرني أن أحب عليا وأدينه ، يا علي ! من أحبك فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أحب الله ( فقد ) أحبه الله وكان حقا [2] على الله أن يسكن محبيه ( في ) الجنة ، ( و ) يا علي ! من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله ( أبغضه الله و ) لعنه ( الله ) ، وكان حقا ( 2 ) على الله أن يقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا ( 3 ) ( ولا جارة ) ( 4 ) . وعن محمد بن مسعود العياشي في تفسيره مرسلا عن زاذان ، عن سلمان ، قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي أكثر من عشرة مرات : يا علي ! إنك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنة والنار ، ولا يدخل الجنة إلا من عرفكم وعرفتموه ، ولا يدخل النار إلا من أنكركم وأنكرتموه ) ( 5 ) .
[1] العاديات : 5 . [2] في المصدر في الموضعين : حقيقا . ( 3 ) في المصدر : ولا يقبل عنه صرف ولا عدل . ( 4 ) تفسير الفرات : 6 - 22323 ، عنه البحار 21 : 90 - 84 . ( 5 ) تفسير العياشي 2 : 18 .