responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات الأزهار نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 403


الثاني زيد ، قوله " ما إن تمسكتم به " ما الموصولة ، والجملة الشرطية صلتها ، وإمساك الشئ التعلق به وحفظه ، قال تعالى : * ( ويمسك السماء أن تقع على الأرض ) * . واستمسك الشئ : إذا تحرى الامساك به ، ولهذا لما ذكر التمسك عقبه بالمتمسك به صريحا ، وهو الحبل في قوله " كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض " ، وفيه تلويح إلى معنى قوله تعالى : * ( ولو شئنا لرفعناه به ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ) * . والتمسك بالعترة : محبتهم والاهتداء بهديهم وسيرتهم .
وقوله " إني تارك فيكم " إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخلفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه يوصي الأمة بحسن المعاشرة معهما وإيثار حقهما على أنفسهم ، كما يوصي الأب المشفق لأولاده . ويعضده الحديث السابق في الفصل الأول " أذكركم الله في أهل بيتي " ، كما يقول الأب المشفق : الله الله في حق أولادي . ومعنى كون أحدهما أعظم من الآخر : إن القرآن مؤساة للعترة ، وعليهم الاقتداء به ، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه .
ولعل السر في هذه الوصية والاقتران بالقرآن إيجاب محبتهم ، لقوله تعالى * ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * فإنه تعالى جعل شكر إنعامه وإحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر ، وكأنه صلى الله عليه وسلم يوصي الأمة بقيام الشكر وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران ، فمن قام بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة بينهما لن يتفرقا ، فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض فيشكرا صنيعه عند رسول الله ، فحينئذ هو بنفسه يكافيه والله يجازيه الجزاء الأوفى ، ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه بالعكس .
وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله " أنظروا كيف تخلفوني فيهما " ، والنظر بمعنى التأمل والتفكر ، أي تفكروا واستعملوا الروية في استخلافي إياكم ، هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء . وإن استغربت قولي لا يفارقانه في مواقف الحشر حتى يردا علي الحوض تمسكت بما ورد عن

403

نام کتاب : نفحات الأزهار نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست