نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 318
والمعروف أن الجهاد يورث الشدة والقوة والزهد والفرار من الزحف يتلازم في أكثر الأحيان مع الترف واللهو . ثم برزت مشكلة لاحقة للدول الإسلامية ، تمثلت في قيادة جنكيز خان وأبنائه لجيوشهم في غزوهم للدول الإسلامية ، وفرار الزعامات الإسلامية ( المتمثلة في ملوك ذلك الوقت ) من قيادة جيوشها ، فانتصر المغول على المسلمين ، وقتلوا رجالهم وسبوا نساءهم وأحرقوا مدنهم . وتبع ذلك الحملات الصليبية على العالم الإسلامي ، التي كان يقودها ملوك أوروبا بأنفسهم ، من مثل ريتشارد قلب الأسد ملك بريطانيا ، ولويس السابع ملك فرنسا ، وملوك آخرين من دول أوروبا . ولولا قيادة صلاح الدين الأيوبي لجيوش المسلمين بنفسه ، لمواجهة ملوك أوربا في حروبهم الصليبية ، لخسر المسلمون ما فتحوه في بداية العصر الإسلامي . وفي الأندلس بدأت القيادات الإسلامية ( زمن الأمويين والمرابطين والموحدين ) حكمها بقيادتها لجيوش المسلمين ، فانتصرت في الحروب الحاسمة والفاصلة . ووصلت إلى أطراف باريس . ولما انشغل ملوك المسلمين بأنفسهم ، وتركوا الجهاد والغزو بأنفسهم ، غزتهم جيوش الأسبان ، التي كان يقودها الملك فرديناند والملكة ايزابلا . ولما تزوج ذلك الملك من تلك الملكة واتحدت جيوشهما ودولتهما ، بدأ العد التنازلي لوجود المسلمين في الأندلس ! والجدير بالملاحظة أن الملكة ايزابلا ، قبل زواجها وبعد زواجها من الملك فرديناند ، قضت سنوات طويلة من عمرها في ساحات الحرب والغزو ضد المسلمين ، ولم تتوقف عن الحرب إلا بعد انتصار الأسبان النهائي على المسلمين ؟ ! ! ولقد تعلمت الملكة ايزابلا هذه السيرة القتالية من ملوك المسلمين الأوائل [1] .
[1] أنظر كتاب سقوط الدول والحكومات ، دراسة في النموذج الأندلسي للمؤلف .
318
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 318