نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 233
منكرا ، فأشفقت على هذه الأمة من اختلافهم في القرآن ، وخشيت أن يختلفوا في دينهم بعد ذهاب من بقي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذين قرأوا القرآن على عهده وسمعوه من فيه ، كما اختلفت النصارى في الإنجيل بعد ذهاب عيسى بن مريم ، وأحببت أن نتدارك من ذلك ، فأرسلت إلى عائشة أم المؤمنين أن ترسل لي بالأدم الذي فيه القرآن الذي كتب عن فم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أوحاه الله إلى جبريل ، وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه ، وإذا القرآن غض ، فأمرت زيد بن ثابت أن يقوم على ذلك . ولم أفرغ لذلك من أجل أمور الناس والقضاء بين الناس ، وكان زيد بن ثابت أحفظنا للقرآن ، ثم دعوت نفرا من كتاب أهل المدينة وذوي عقولهم ، منهم نافع بن طريف ، وعبد الله بن الوليد الخزاعي ، وعبد الرحمن بن أبي لبابة ، فأمرتهم أن ينسخوا من ذلك الأدم أربعة مصاحف وأن يتحفظوا " [1] . وقال ابن جزي : كان القرآن على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متفرقا في الصحف وفي صدور الرجال ، فلما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قعد علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) في بيته فجمعه على ترتيب نزوله ، ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ، ولكنه لم يوجد " [2] . وذكر الشيرازي في نزول القرآن وأبو يوسف يعقوب في تفسيره في قوله تعالى : { لا تحرك به لسانك } قال ضمن الله محمدا أن يجمع القرآن بعد رسول الله علي بن أبي طالب ، قال ابن عباس : فجمع الله القرآن في قلب علي وجمعه علي بعد موت رسول الله بستة أشهر . وذكر الكثير من العلماء والحفاظ جمع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) للقرآن الكريم منهم : أبو العلاء العطار والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما ، والخطيب في الأربعين بالإسناد عن السدي وأبو نعيم في الحلية .
[1] تاريخ المدينة المنورة 3 / 997 . [2] التسهيل ، ابن جزي 1 / 6 .
233
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 233