نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 185
وعن يحيى بن أبي كثير ، أنه لما كان يوم بدر ، أسر المسلمون من المشركين سبعين رجلا ، فكان ممن أسر العباس عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فولي وثاقة عمر بن الخطاب ، فقال العباس : أما والله يا عمر ، ما يحملك على شد وثاقي ، إلا لطمي إياك في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يسمع أنين العباس ، فلا يأتيه النوم . فقالوا : يا رسول الله ما يمنعك من النوم ؟ فقال رسول الله : وكيف أنام ، وأنا أسمع أنين عمي ، فأطلقه الأنصار [1] . فالملاحظ هنا ، أن عمر بن الخطاب ، بالرغم من قول النبي في بني هاشم ، وخدمات العباس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في مكة ، ودفاعه عنه ، أقدم على شد وثاق العباس بشكل مؤلم ، يختلف عن شد وثاق بقية الأسرى . ومن العادة الإسلامية احترام الأسير والرفق به ، مثلما فعل الإمام علي ( عليه السلام ) مع قاتله ابن ملجم ، فكيف لو كان الأسير العباس بن عبد المطلب المدافع عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! والذي أوصى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خيرا . ولقد أحسن النبي ( صلى الله عليه وآله ) السيرة مع أسرى قريش ، وشرح لهم الإسلام ، فأسلم بعضهم ، مثلما قال القرآن : { ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } والسؤال المفروض هو : لماذا حرص عمر على قتل العباس عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وشد وثاقه بقوة ، أليس المفروض بعمر أن يحب كل شخص خدم الإسلام ويخدمه ، وكل فرد يحبه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ومن أرحامه ؟ والقرآن يقول : { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } [2] . والظاهر أن علاقة عمر مع العباس في مكة وفي المدينة وفي حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبعد حياته ( صلى الله عليه وآله ) بقيت غير جيدة .
[1] كنز العمال 5 / 272 حديث 5391 . [2] الشورى ، 23 .
185
نام کتاب : نظريات الخليفتين نویسنده : الشيخ نجاح الطائي جلد : 1 صفحه : 185