نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 99
مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي ، وأعطيت الشفاعة ، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة [1] . أقول : يظهر منه أن الأمم السابقة يصلون في أماكن خاصة ولا يجوز لهم الصلاة في كل مكان ، كما يظهر منه جواز التيمم على كل ما يصدق عليه الأرض ترابا كان أم غيره . ثم إن المستفاد من مجموع الروايات أن الشفاعة الكبرى والأولى في القيامة للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وبعده لغيره من الأنبياء والأولياء والملائكة والمؤمنين . واعلم أنه لا دليل من القرآن الكريم يثبت بأن نبيا من الأنبياء على نبينا وآله وعليهم السلام بعث إلى جميع الناس ، والمتيقن أنهم عليهم السلام بعثوا إلى قومهم أو إلى قوم خاص ، بل هو الظاهر من الآيات الكريمة الواردة في حق بعضهم ، وهذا هو المطابق للاعتبار العقلي في تلك الأزمنة المحدودة روابطها ، وأما رسالة نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم فلها عموم من وجهين طولا وعرضا ، فهو بعث إلى جميع البشر وإلى كافة الناس ، بل يمكن أن نقول إنه مبعوث إلى جميع الكائنات في جميع المجرات نظرا إلى قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [2] وبعث إلى يوم القيامة ولا نبي بعده كما في الحديث المعروف الذي ادعى السيوطي تواتره : يا علي أنت مني
[1] صحيح البخاري رقم 328 كتاب التيمم . [2] الدليل على أن العالمين بمعنى كل الكائنات سوى الخالق جلت عظمته هو قوله تعالى في سورة الفاتحة : الحمد لله رب العالمين فمتعلق الرسالة الخاتمية يمتد امتداد متعلق الربوبية الإلهية . ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . فلاحظ وتأمل .
99
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 99