نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 82
فله قيراط . فقال أكثر أبو هريرة علينا فصدقت - يعني عائشة - وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ، فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط كثيرة [1] . أقول : إن إكثار أبي هريرة كان مشهورا عند الصحابة ، فيتهمه كل من سمع منه ما يستبعده كما ترى من ابن عمر ، وإن كان في خصوص المورد قد برأته عائشة من الكذب . ( 29 ) وعنه : قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال ابسط رداءك فبسطته ، قال فغرف بيديه ثم قال : ضمه ، فضممته فما نسيت شيئا بعده ( 2 ) . سبحان الله من كرامة لأبي هريرة - على حد زعم بعض الناس ! - كرامة لم تنل أحدا من كبار الصحابة . والمؤمن الفطن يعلم أن قصة بسط الرداء تشبه الحكايات المتداولة بين الصبيان ، وكأن عجالته في إنشاء القصة أنسته من المغروف منه ، ثم إنه غير هذه القصة إلى وجه مخالف لما ذكرناه منه هنا ، وكأنه خاف أن ينكشف أمره أو نسي ادعاءه هذا فقال : أنكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله بمثل حديث أبي هريرة . . . وقد قال رسول الله في حديث يحدثه أنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول . فبسطت نمرة علي حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري ، فما نسيت من مقالة رسول الله تلك من شئ ( 3 ) .
[1] صحيح البخاري رقم 1260 . ( 2 ) صحيح البخاري رقم 119 كتاب العلم . ( 3 ) صحيح البخاري رقم 1942 كتاب البيوع .
82
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 82