نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 27
في زمن عثمان حتى منع ذكر الأحاديث التي لم تسمع في زمن الشيخين كما مر . قال أبو سلمة لأبي هريرة - وهو أحد المكثرين المشهورين في صدر الإسلام - أكنت تحدث في زمن عمر هذا ؟ قال : لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته . ولو قام عمر من قبره ورأى رواج سوق الجعل والتزوير في الحديث والافتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورأى أسوأ وأشنع من هذا تعصب عوام الناس ، وغفلة مدعي العلم عن تلك المجعولات والمجهولات ، لمات غضبا وغيظا . ولقد حقت عليهم كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ؟ ! ومنها : إن ما علل به المنع عبد الله بن مسعود غير مفهوم ولا معقول ، فإن سبب هلاك أهل الكتاب إنما هو ترك العمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم ظلما وعتوا ، وهذا قطعي ، وليس سبب هلاكهم تدوين أحاديث نبيهم والعمل بها وحدها ، مع أنه لا ملازمة بين كتابة الروايات وترك العمل بكتاب الله ، كما هو المشهود من القرن الثالث إلى يومنا هذا . بحث توضيحي لا ريب في أن السنة القولية لم تتقيد بالكتابة في القرن الأول ، ولا خلاف فيه ، وإنما الكلام في أنه هل باجتهاد من الخلفاء أو بنهي سابق من النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم ؟ وعلى الأول ، الداعي لهم إما أمر سياسي ، وإما شئ أعمق منه ، إذ لا يحتمل كونه خوفا من الكذب أو شغل الناس عن كتاب الله أو شوب الكتاب بغيره ، إذ بإمكانهم تشكيل لجنة من أمناء الصحابة وعلمائهم لجمع
27
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 27