نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 118
أقول : في الرواية سؤالان أحدهما : إنه لم لم يقتد الناس كلهم بصلاته ؟ وكيف علمت عائشة أنهم اقتدوا بأبيها لا به صلى الله عليه وسلم ؟ ! وثانيهما : إن الواجب على أبي بكر أن يقتدي جالسا لا قائما ، فإن عائشة نفسها روت أنه صلى الله عليه وسلم صلى جالسا ( لمرض ) وصلى وراء قوم قياما ، فأشار إليهم أن اجلسوا ، فلما أن انصرف قال : إنما جعل الإمام ليؤتم به . . . وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ويدل عليه حديث أنس [1] ، وحديث أبي هريرة [2] . لكن في حديث آخر عن عائشة : فتأخر أبو بكر رضي الله عنه وقعد النبي إلى جنبه وأبو بكر يسمع الناس التكبير [3] . فيظهر منه : أن أبا بكر لم يكن إماما بل مقتديا ومكبرا ، فهذا ينافي بقية الأحاديث . ثم إن المستفاد من بعض الروايات أن النبي وجد خفة في أول صلاة صلاها أبو بكر ، فذهب للصلاة . ومن بعضها الآخر أنه في غير الصلاة الأولى . وعلى كل لم ينقل أن أبا بكر بكى في صلاته لأجل أنه رجل رقيق القلب ، وأنه أسيف ، وأنه لا يسمع الناس من البكاء كما تدعي عائشة ، فسبحان الله من عاطفة البنت لأبيها . وأي كان السبب فإن في إقامة النبي أبا بكر للصلاة وإمامته للمصلين غموضا ، لاختلاف الأحاديث فيها بحيث يفهم نفوذ السياسة فيها ، وسنذكر في ما يأتي أيضا بعض قصتها .
[1] صحيح البخاري رقم 656 و 657 . [2] صحيح البخاري رقم 689 . [3] صحيح البخاري رقم 680 . النهي عن صلاة رمضان جماعة
118
نام کتاب : نظرة عابرة إلى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 118