نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 33
تقديم العقل على الظاهر : قال المعتزلة : إذا تعارض ظاهر النص مع العقل وجب تأويله بما يتفق مع منطق العقل ، وعلى هذه السبيل قالوا : ان الحسن والقبح يدركان بالعقل لا بالشرع ، وأن الانسان مخير لا مسير ، وان الله يرى بالبصيرة لا بالبصر ، وان سمعه وبصره كناية عن علمه تعالى ، وان معرفة الله تجب عقلا لا شرعا . وقول المعتزلة هذا يتفق كل الاتفاق مع قول الإمامية بأن الشرع والعقل لا يتصادمان بحال ، لان العقل شرع من الداخل والشرع عقل من الخارج ، والعقل يهتدي بالشرع ، والشرع يعرف بالعقل ، فهما أبدا ودائما متحالفان متآزران ، كل منهما يحكم بما يحكم به الآخر ، وقد روى الشيعة عن أئمتهم أن لا دين له لا عقل له ، وانه ما عبد الله أحد بشئ مثل العقل [1] وكيف يطيع الانسان أوامر الله ونواهيه بدون العقل ؟ ! ثم كيف يتنافى العقل مع الدين ويفصل بينهما ، وقد امر الدين باتباع العقل ، قال الله تعالى : " فاعتبروا يا اولي الألباب " وقال : " ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون " وقال في آيات كثيرة " الا يعقلون ؟ ! . . ألا يتفكرون ، وما إلى
[1] نقل الدكتور توفيق الطويل في كتاب " أسس الفلسفة " ص 290 عن " كارادى فو " ما نصه بالحرف الواحد " التشيع رد فعل لفكر حر " طليق يقاوم جمودا عقليا بدا في مذهب أهل السنة " ، ثم قال الدكتور : " كان للشيعة فضل ملحوظ في اغناء المضمون الروحي للاسلام ، فان بمثل حركاتهم الجامحة تأمن الأديان التحجر في قوالب جامدة .
33
نام کتاب : نظرات في التصوف والكرامات نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 33