نام کتاب : نشوء المذاهب والفرق الإسلامية نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 179
نطاق الخلاف ، فترى مالك بن أنس يحط من كرامة العراقيين ويتحامل عليهم ويلعنهم . وأكثروا القيل والقال والإيراد والجواب وتمهيد طرق الجدل في الفقه ، لا سيما بين مذهب الشافعي ومذهب أبي حنفية ، فترك الناس الكلام وفنون العلم وأقبلوا على المسائل الخلافية بين الشافعي وأبي حنيفة على الخصوص ، وتساهلوا في الخلاف مع مالك وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم . ومهما يكن من أمر فقد تعصب كل فريق إلى بلده وتنابزوا ، وعير أهل المدينة بسماع الغناء ، وأهل مكة بالمتعة ، وأهل الكوفة بالنبيذ ، واستندت عصبية كل قوم لبلادهم ، وحملتهم عصبيتهم على وضع الأخبار في مدح قومه وبلده وذم مقابله ، وعظم الانشقاق بين الطائفتين : أصحاب الرأي والقياس وأصحاب الحديث ، وبالطبع إن الكوفة تضعف عن مقابلة الحجاز ، ولكن السياسة الزمنية اقتضت أن تكون إلى جانب أهل الرأي ، لا حبا لهم ، ولكن بغضا لأهل الحديث أهل المدينة ، وأصبح لكل جانب
179
نام کتاب : نشوء المذاهب والفرق الإسلامية نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 179