وكان ممن ينادمه ويجالسه جماعة اشتهروا بالنصب لعلي بن أبي طالب منهم عبادة المخنث وعلي بن الجهم وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة فكان هؤلاء يشيرون عليه بإبعاد العلويين والإساءة إليهم [1] . كما أن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء المأمون والمعتصم والواثق في محبه علي وأهل بيته [2] . ولعل تخلي المتوكل عن الاعتزال مما ساعد على هذه السياسة مع الشيعة فقد أمر المتوكل بترك النظر والمباحثة في الجدال وأمر شيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار السنة والجماعة [3] . وقد اشتد المتوكل في معاملة الشيعة حتى أنه قتل يعقوب بن السكيت أحد رجال الشيعة وسبب قتله أن المتوكل سأله أيهما أحب إليه ابنيه المعتز والمؤيد أو الحسن والحسين فتنقص ابن السكيت ابنيه وذكر الحسن والحسين بما هما أهل له فأمر الأتراك أن يدوسوا على بطنه وحملوه إلى داره ومات فيها [4] .
[1] ابن الأثير : الكامل ج 7 ص 20 ويذكر ابن الأثير قصة ندماء المتوكل فيورد عن عبادة المخنث أنه كان يشد على بطنه وتحت ثيابه مخدة ويكشف عن رأسه ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين يقصدون عليا وقد كان المنتصر على خلاف رأي والده المتوكل فكان لا يقر هذه التصرفات فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل . انظر ابن الأثير ج 5 ص 287 ، أما أبو السمط فيذكر عنه الطبري أنه دخل يوما على المتوكل فأنشده قصيدة ذم فيها الرافضة فعقد له على البحرين واليمامة وخلع عليه أربع خلع وأمر له بثلاثة آلاف دينار نثرت على رأسه وأمر ابنه المنتصر أن يلتقطها له والقصيدة : ملك الخليفة جعفر * للدين والدنيا سلامه يرجو الثرات بنو البنات * وما لهم فيها قلامه والصهر ليس بوارث * والبنت لا تراث الإمامه أخذ الوراثة أهلها * فعلام لومكم علامه انظر الطبري ج 11 ص 67 . [2] ابن الأثير : الكامل ج 5 ص 20 . [3] المسعودي : مروج الذهب ج 4 ص 86 . [4] ابن الأثير : الكامل ج 5 ص 300 ، ويذكر السيوطي أنه أمر بسل لسانه فمات وأرسل إلى ابنه يرثيه . انظر السيوطي : تاريخ الخلفاء ص 348 - 349 .