العرب أنصارهم ، وأسماء رجال يقومون بذلك ، وكيف صفتهم وصفة رجالهم وأتباعهم [1] . وقد ذكر صاحب أخبار العباس وصية أبي هاشم إلى محمد بن علي ، فذكر أن أبا هاشم أخرج من كان في الدار معهما ، ثم قال له : يا أخي أوصيك بتقوى الله . . . ومن بعد ذلك فإن هذا الأمر الذي تطلبه وتسعى في طلبه ، وسعوا فيه فيك وفي ولدك . حدثني أبي أن عليا قال : يا بني لا تسفكوا دماءكم فيما لم يقدر لكم بعدي فإن هذا الأمر كائن بعدكم ببني عمكم من ولد عبد الله بن عباس [2] . ثم دعا أبو هاشم أتباعه وقال لهم : وهذا صاحبكم ( محمد بن علي ) فأتموا به وأطيعوه ترشدوا فقد تناهت الوصايا إليه [3] . وبهذا صار محمد بن علي مرشحا للإمامة واستقر الأمر حين أعطي الصحيفة الصفراء أو صحيفة العلم الباطن [4] . ويذكر الشهرستاني أن الهاشمية تعتقد بالتأويل وان علم الباطن انتقل من علي إلى محمد بن الحنفية ومنه إلى أبي هاشم وكل من اجتمع فيه هذا العلم فهو الإمام حقا [5] . وهكذا يظهر أن انتقال الإمامة كان بسبب العلم والبنوة الروحية [6] . وعلى أثر هذا العهد دعي محمد بن علي إماما سنة 98 ه [7] . وقد لعب محمد بن علي دورا كبيرا في تنظيم الدعوة العباسية ، فيذكر الدينوري أنه أول من قام بالأمر وبث دعاته بالآفاق [8] .
[1] أخبار العباس الورقة 84 ب . [2] ن . م الورقة 85 ب . [3] أخبار العباس الورقة 79 ب . [4] الدوري : ضوء جديد على الدعوة العباسية ، مقالة في مجلة كلية الآداب والعلوم العدد الثاني 1957 ص 68 . [5] الشهرستاني : الملل والنحل ج 1 ص 243 . [6] ن . م ج 1 ص 243 . [7] أخبار العباس الورقة 75 ب . [8] الدينوري : الأخبار الطوال ص 332 - 333 .