بسبب هذا الاعتبار أن يختار للخلافة عليا بن أبي طالب [3] . ويلاحظ محمد حسين الزين العاملي : أن للتشيع بداية ثانية إذ أن لفظ الشيعة قد أهمل بعد أن تمت الخلافة لأبي بكر وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث [1] . ويذكر السيد محسن الأمين العاملي : أن التشيع ظهر عند حدوث الاختلاف في أمر الخلافة يوم وفاة النبي ( ص ) [2] . ويذكر اليعقوبي : أنه تخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين وقالوا بأحقية علي بن أبي طالب منهم : العباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأبي بن كعب [3] . ومن الملاحظ أنه كان لكل من هؤلاء دور يتفق وينسجم مع آراء ومناقب علي في أصول القيادة والهداية ، وفلسفته في الحياة الدينية والسلوكية الاجتماعية والسياسية في الإسلام . لذلك أجمع بعض الباحثين أن هؤلاء كانوا النواة التي زرعت في حديقة التشيع بعد وفاة الرسول ( ص ) كونهم كانوا أشد تجمعهم جميعا صفة واحدة مشتركة هي الزهد والإيمان العميق ، فلم يشاركوا فيما شارك فيه بعض الصحابة من التمتع بنعيم الدنيا وشهواتها . وإذا وافقنا على اعتبار هؤلاء بداية التشيع ورواده ، فلا بد لنا أن نلاحظ الفرق بين الأفكار الشيعية المتأثرة بتيارات فكرية متباينة ،
[3] العقيدة والشريعة في الإسلام : ص 174 . [1] الشيعة في التاريخ : ص 26 . [2] أعيان الشيعة : ص 34 . [3] التأريخ : ج 2 ص 103 .