ألا أيها الموت الذي ليس تاركي أرحني ، فقد أفنيت كل خليل أراك بصيرا بالذين أحبهم كأنك تنحو نحوهم بدليل يستشف من كلامه ( ع ) أن عمارا ( رض ) كان قد أتاه الله الحكمة . وعمار واحد من أولئك القلائل الذين سطروا صفحات التاريخ الناصعة وأصبحوا قمما شماء في دنيا الفضيلة والمجد ، وقليلون أولئك الذين يحبهم الله ويغشيهم برحمته وظله يوم لا ظل إلا ظله . أجل هذا غيض من فيض بركات الجاهلية السوداء التي أعاد أمجادها الفارس الهمام ( معاوية ) فعمار ( رض ) ظل وفيا لما أعلنه سابقا ولن تراجع عن موقفه في الوقوف إلى جانب علي ( ع ) والمحرومين . . وإنه ينتصر دوما للحق . وقد قدم ما كان قادرا عليه . فكان ابن الرسالة البر المجاهد ورفيق الإمامة في مسيرها النضالي الشريف ضد الكفرة والمنحرفين . ( فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة ) . [1]