responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 119


صاحب رسول الله ( ص ) أخبرني إني أموت في أرض غربة ، وأنه يلي غسلي ودفني والصلاة على رجال من أمته صالحون . فخرج رهط يريد الحج ، منهم مالك بن الحارث الأشتر ، وعبد الله بن فضل التميمي ، ورفاعة بن شداد الجبلي ، حتى قدموا الربذة ، فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول : يا عباد الله المسلمين ! هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( ص ) قد هلك غريبا ليس أحد يعينني عليه ! .
فنظر بعضهم إلى بعض ، وحمدوا الله على ما ساقوا إليه ، واسترجعوا على عظيم المصيبة . ثم أقبلوا معها فجهزوه ، وتنافسوا في كفنه حتى خرج من بينهم بالسواء ، ثم تعاونوا على غسله ، حتى فرغوا منه ، ثم قدموا مالك الأشتر ( رض ) فصلى عليه ، ثم دفنوه .
فقال الأشتر على قبره وقال : اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله ( ص ) عبدك في العابدين وجاهد فيك المشركين ، لم يغير ولم يبدل ، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي ونفي ، وحرم واحتقر ، ثم مات وحيدا غريبا .
اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجر ، وحرم رسول الله ( ص ) .
وبعدها قدمت الشاة التي صنعت ، فقالت : إنه أقسم عليكم أن لا تبرحوا ، حتى تتغذوا فتغذوا وارتحلوا [1] وكانت مصداقا لنبوة ألقاها إليه ( ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض ، يشهده عصابة من المؤمنين ) . [2] فرحم الله أبا ذر عاش مجاهدا ومات شهيدا دون أن يتنازل عن ذرة واحدة من إيمانه ومبادئه التي آمن بها وسعى في سبيلها .
هذا هو الصحابي الذي يتبناه الإسلام ويدفع الناس إلى الاقتداء به .



[1] أعيان الشيعة : ج 16 ص 372 و 373 .
[2] الإستيعاب .

119

نام کتاب : نشأة التشيع نویسنده : السيد طالب الخرسان    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست