نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 88
3 . تمركز الفكر إنّ تمركز الفكر يحدّد للباحث أبعاد المسألة المطروحة لديه ويضعها في ضمن إطار مشخّص ، ومن ثَمَّ يظهر للمحقّق رأيه بناءً على الإلمام بكلّ ما تلزم ملاحظته بالنسبة لها ، وعليه ، فكلّما بادر الإنسان إلى البحث والتحقيق بأفكار أكثر تركيزاً كان أقرب إلى الحقيقة ، وكلّما قلَّ تركيزها كان أبعد عنها ، ولذلك لو أراد الباحث أن يكون رأيه صائبًا تعيّن عليه توفير العوامل التي تساعد على تمركز الفكر وتجنّب الموانع التي تحول دون ذلك . عوامل تمركز الفكر لقد وردت أهمّ العوامل التي تؤدي إلى تمركز الفكر في رواية عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) هذا نصّها : " خَمسُ خِصال مَن فَقَدَ واحِدَةً مِنهُنَّ لَم يَزَل ناقِصَ العَيشِ زائِلَ العَقلِ مَشغولَ القَلبِ : فَأوَّلُها صِحَّةُ البَدَنِ ، وَالثّانِيَةُ الأَمنُ ، وَالثّالِثَةُ السَّعَةُ فِي الرِّزقِ ، وَالرّابِعَةُ الأَنيسُ المُوافِقُ . . . وَالخامِسَةُ - وهِيَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ - الدَّعَةُ " . ( 1 ) فنلاحظ أنّ الإمام ( عليه السلام ) يبدأ أولاً بالحديث عن خصال لكلٍّ منها دور أساسي في كمال العيش وسلامة الفكر وفراغ البال والتفكير الصائب ، فهذه الخصال هي التي يحقّق وجودها تركيز الفكر ، على حين أنّ عدمها يسلب التركيز منه ، ثمّ يوضّح الإمام بعد ذلك هذه الخصال الواحدة تلو الأُخرى . 4 . حركة الفكر إنّ حركة الفكر وحيويّته والحيلولة دون جموده شرط آخر من الشروط اللازمة