نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 81
( فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الأَْلْباَبِ ) . ( 1 ) نفهم من هذه الآية أنّ أصحاب الفكر الذين نعموا بهُدى الله ووصايا القرآن والإسلام هم أولئك الذين يستمعون القول ، أيًّا كان قائله ، وبعد تحليله والتحقيق فيه ، يتّبعون أحسنه وأسَدَّه وأفضله . وبإلهام من هذه الآية الكريمة جاء صراحةً فيما رواه كنز العمّال عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروي فِي غرر الحكم عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن : لا تَنظُر إِلى مَنْ قالَ وَانظُر إِلى ما قال . ( 2 ) ويُروى عن نبيّ الله عيسى ( عليه السلام ) أنّه قال : خُذُوا الحَقَّ مِن أَهلِ الباطِلِ ، ولا تَأخُذُوا الباطِلَ مِن أَهلِ الحَقِّ ، كونوا نُقّادَ الكَلامِ . ( 3 ) وهذا إن دلَّ فإنّما يدلّ على أنّه لا يجوز للمسلم أن يدفعه التعصّب لرفض سماع القول الحقّ من الآخرين ، وذلك لمجرّد كونهم ليسوا مسلمين ، وأنّ عقائدهم باطلة فاسدة ، أو لقبول الباطل ممّن يشاركونه العقيدة ، فواجب المسلم هو نقد القول الصادر عن أيّ قائل كان ، بعد دراسته دراسة دقيقةً ضافية ، بغضّ النظر عن موقفه العامّ بالنسبة للحقّ والباطل ، فإن كان قوله حقًّا وجب عليه قبوله ولو كان القائل من أهل الباطل ، وإن كان باطلاً وجب عليه رفضه وإن كان قائله من أهل الحقّ ، ومهما يكن فإنّ المقياس هو الحقّ وليس القائل . وما الإسلام إلاّ
1 . الزُمر : 17 و 18 . 2 . غرر الحكم : 10189 ، عيون الحكم والمواعظ : 517 / 9376 ؛ كنز العمّال : 16 / 269 / 44397 نقلا عن ابن السمعاني في الدلائل . 3 . المحاسن : 1 / 359 / 769 ، بحار الأنوار : 2 / 96 / 39 .
81
نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 81