نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 66
الأمراض النفسية التي يبتلى بها الكثيرون ويصعب تشخيص أعراضه ، فإن أزْمَنَ استحالت معالجته ، وهذا ما يطلق عليه ب " الجهل المركّب " . ولتوضيح هذه الظاهرة نقول : إنّ الإنسان يواجه حقائق الوجود بأربع حالات : الأُولى : هي أنّه يعلم الشيءَ على حقيقته ويعلم أنّه يعلم ، فهو في هذه الحالة عالِمٌ حقيقي . الحالة الثانية : هي أنّه يعلم الشيءَ على حقيقته ولكنه لا يعلم أنّه يعلم ، فهو في هذه الحالة مصاب بالغفلة والنسيان ، ولذلك يسمَّى غافلاً . الحالة الثالثة : هي أنّه لا يعلم الشيءَ على حقيقته ويعلم أنّه لا يعلم ، أي : أنّه عالِمٌ بجهله ، فهو إذاً جاهلٌ بسيط . والآخرة : هي أنّه لا يعلم الشيءَ على حقيقته ولا يعلم أنّه لا يعلم ، أي : أنّه جاهلٌ بجهله ولكنه يتصوّر بأنه يعلم ، فهو في هذه الحالة يسمَّى جاهلاً مركّبًا . ( 1 ) ولمزيد من الإيضاح في الفرق بين الجهل البسيط والجهل المركّب نقول : إنّ الجهل البسيط جهلٌ لم يتركّب بجهل آخر ، كعدم معرفة الطريق الفلاني أو الشخص الفلاني أو المسألة العلمية الفلانية ، أمّا الجهل المركّب أو المطْبِقْ فهو عبارة عن جهلين يتركّبان مع بعضهما بشكل خاصّ ، فالجهل الأول هو جهل الإنسان بالشيء ، فجهله إذاً هو الجهل البسيط ، والجهل الثاني هو تصّور الإنسان جهله علمًا ، وهذا جهلٌ آخر يتركّب مع الجهل الأول لينتج جهلاً مركّبا ( 2 ) أو مطبقًا .
1 . الجاهل المركّب : من لا يتطابق ما يعلمه مع الواقع ، فهو يظنّ أنّه يعلم الشيء ولكنه لا يعرفه على حقيقته . والجاهل البسيط من جهل الشيء مطلقًا ، فهو جاهل به أصلاً . فهما في الجهل بحقيقة الشيء سيّان ( لغتنامه دهخدا ) . 2 . الجهل المركّب : هو الاعتقاد بماهية الشيء بخلاف ماهيته اعتقاداً جازمًا غير مطابق للواقع ، سواءً أكان هذا الاعتقاد مستنداً إلى الظنّ أم إلى التقليد . وعليه ، فلا اعتبار للثبات في الجهل المركّب . والسبب في تسميته بالجهل المركّب هو أنّ الإنسان حينما يعتقد بشيء خلافًا لحقيقته فقد جهله وهذا جهل . ثمّ يعتقد بأنّ اعتقاده فيه هو الصواب بعينه ، وهذا في حدّ ذاته جهلٌ آخر يتركّب مع الجهل الأول لينتج ما يسمّى بالجهل المركّب . " لغتنامه دهخدا ( بالفارسية ) " .
66
نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 66