تَأكُلونَ العِلهِزَ ( 1 ) وَالهَبيدَ ( 2 ) وَالمَيتَةَ وَالدَّمَ ، تُنيخونَ عَلى أحجار خُشن وأوثان مُضِلَّة ، وتَأكُلونَ الطَّعامَ الجَشِبَ ، وتَشرَبونَ الماءَ الآجِنَ ، تَسافَكونَ دِماءَكُم ويَسبي بَعضُكُم بَعضًا . ( 3 ) 1182 . عنه ( عليه السلام ) - مِن رِسالَتِهِ إلى أصحابِهِ بَعدَ مَقتَلِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكر - : إنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا ( صلى الله عليه وآله ) نَذيرًا لِلعالَمينَ ، وأمينًا عَلَى التَّنزيلِ ، وشَهيدًا عَلى هذِهِ الأُمَّةِ ، وأنتُم يا مَعشَرَ العَرَبِ يَومَئِذ عَلى شَرِّ دين وفي شَرِّ دار ، مُنيخونَ عَلى حِجارَة خُشن وحَيّات صُمٍّ وشَوك مَبثوث فِي البِلادِ ، تَشرَبونَ الماءَ الخَبيثَ ، وتَأكُلونَ الطَّعامَ الجَشيبَ ، وتَسفِكونَ دِماءَكُم ، وتَقتُلونَ أولادَكُم ، وتَقطَعونَ أرحامَكُم ، وتَأكُلونَ أموالَكُم بَينَكُم بِالباطِلِ ، سُبُلُكُم خائِفَةٌ ، وَالأَصنامُ فيكُم مَنصوبَةٌ ، وَالآثامُ بِكُم مَعصوبَةٌ ، ولا يُؤمِنُ أكثَرُهُم بِاللهِ إلاّ وهُم مُشرِكونَ . ( 4 ) 1183 . عنه ( عليه السلام ) - فِي الاِعتِبارِ بِالأُمَمِ السّابِقَةِ وتَحذيرِ العُصاةِ المُتَكَبِّرينَ - : اِعتَبِروا بِحالِ وُلدِ إسماعيلَ وبَني إسحاقَ وبَني إسرائيلَ عَلَيهِمُ السَّلامُ . فَما أشَدَّ اعتِدالَ الأَحوالِ ، وأقرَبَ اشتِباهَ الأَمثالِ ! تَأَمَّلوا أمرَهُم في حالِ تَشَتُّتِهِم وتَفَرُّقِهِم ، لَيالِيَ كانَتِ الأَكاسِرَةُ وَالقَياصِرَةُ أربابًا لَهُم ، يَحتازونَهُم ( 5 ) عَن ريفِ الآفاقِ ، وبَحرِ العِراقِ ، وخُضرَةِ الدُّنيا ، إلى مَنابِتِ الشّيحِ ( 6 ) ، ومَهافِي
1 . العلهز : يتّخذونه في سني المجاعة ، يخلطون الدم بأوبار الإبل ثمّ يشوونه بالنار ويأكلونه ( النهاية : 3 / 293 ) . 2 . الهبيد : الحنظل يُكسر ويستخرج حبّه ويُنقع لتذهب مرارته ويتّخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة ( النهاية : 5 / 239 ) . 3 . كشف المحجّة : 236 نقلاً عن الكليني في الرسائل ، بحار الأنوار : 30 / 8 / 1 . 4 . الغارات : 1 / 303 عن جندب ، نهج البلاغة : الخطبة 26 نحوه ، بحار الأنوار : 33 / 567 / 722 . 5 . الحَوز : السير الشديد والرّويد ، وقيل : الحوز والحيز : السوق الليّن ( لسان العرب : 5 / 339 ) . 6 . نبات سهلي يتّخذ من بعضه المكانس ، وهو من الأمرار ، له رائحة طيّبة وطعم مر ( لسان العرب : 2 / 502 ) .