238 . الإمام الباقر ( عليه السلام ) : كانَ يَرى موسَى بنُ عِمرانَ ( عليه السلام ) رَجُلاً مِن بَني إسرائيلَ يُطَوِّلُ سُجودَهُ ويُطَوِّلُ سُكوتَهُ ، فَلا يَكادُ يَذهَبُ إلى مَوضِع إلاّ وهُوَ مَعَهُ ، فَبَينا هُوَ يَومًا مِنَ الأَيّامِ في بَعضِ حَوائِجِهِ إذ مَرَّ عَلى أرض مُعشِبَة تَزهو وتَهتَزُّ . قالَ :فَتَأَوَّهَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ موسى : عَلى ماذا تَأَوَّهتَ ؟ قالَ : تَمَنَّيتُ أن يَكونَ لِرَبّي حِمارٌ أرعاهُ هاهُنا ، قالَ : فَأَكَبَّ موسى ( عليه السلام ) طَويلاً بِبَصَرِهِ عَلَى الأَرضِ اغتِمامًا بِما سَمِعَ مِنهُ . قالَ : فَانحَطَّ عَلَيهِ الوَحيُ ، فَقالَ لَهُ : مَا الَّذي أكبَرتَ مِن مَقالَةِ عَبدي ؟ ! أنَا أُؤاخِذُ عِبادي عَلى قَدرِ ما أعطَيتُهُم مِنَ العَقلِ . ( 1 ) 239 . الكافي عن سليمان الدّيلميّ : قُلتُ لأَبي عَبدِ اللهِ ( عليه السلام ) : فُلانٌ مِن عِبادَتِهِ ودينِهِ وفَضلِهِ ! ( 2 ) فَقالَ : كَيفَ عَقلُهُ ؟ قُلتُ : لا أدري ، فَقالَ : إنَّ الثَّوابَ عَلى قَدرِ العَقلِ ، إنَّ رَجُلاً مِن بَني إسرائيلَ كانَ يَعبُدُ اللهَ في جَزيرَة مِن جَزائِرِ البَحرِ خَضراءَ نَضِرَة كَثيرَةِ الشَّجَرِ ظاهِرَةِ الماءِ ، وإنَّ مَلَكًا مِنَ المَلائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقالَ :يا رَبِّ ، أرِني ثَوابَ عَبدِكَ هذا ، فَأَراهُ اللهُ تَعالى ذلِكَ ، فَاستَقَلَّهُ المَلَكُ ، فَأَوحَى اللهُ تَعالى إلَيهِ : أنِ اصحَبهُ ، فَأَتاهُ المَلَكُ في صورَةِ إنسِيٍّ ، فَقالَ لَهُ :مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا رَجُلٌ عابِدٌ ، بَلَغَني مَكانُكَ وعِبادَتُكَ في هذَا المَكانِ فَأَتَيتُكَ لأَعبُدَ اللهَ مَعَكَ . فَكانَ مَعَهُ يَومَهُ ذلِكَ ، فَلَمّا أصبَحَ قالَ لَهُ المَلَكُ : إنَّ مَكانَكَ لَنَزِهٌ ، وما يَصلُحُ إلاّ لِلعِبادَةِ ، فَقالَ لَهُ العابِدُ : إنَّ لِمَكانِنا هذا عَيبًا ، فَقالَ لَهُ : وما هُوَ ؟ قالَ : لَيسَ لِرَبِّنا بَهيمَةٌ ، فَلَو كانَ لَهُ حِمارٌ رَعَيناهُ في هذَا المَوضِعِ ، فَإِنَّ هذَا الحَشيشَ يَضيعُ ! فَقالَ لَهُ ذلِكَ المَلَكُ : وما لِرَبِّكَ حِمارٌ ؟فَقالَ : لَو كانَ لَهُ حِمارٌ ما كانَ يَضيعُ مِثلُ هذَا الحَشيشِ . فَأَوحَى اللهُ إلَى
1 . المحاسن : 1 / 308 / 608 عن عبيد الله بن الوليد الوصّافي ، بحار الأنوار : 1 / 91 / 21 وراجع عيون الأخبار لابن قتيبة : 2 / 38 . 2 . الظاهر أنّه بتقدير خبر محذوف ؛ أي : عظيم ومرضيّ . وفي الأمالي للصدوق : " كذا وكذا " .