نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 160
فالإنسان - كما يُستشفّ من هذه الأحاديث - يتمتّع في وجوده الذاتي بطاقة نورانية تعتبر بمثابة الحياة للروح ، وهذه الطاقة إذا كُتب لها النماء والتهذيب يتمكّن الإنسان في ظلّها من إدراك حقائق الوجود ، والتمييز بين الحقائق الحسّية والغيبيّة ، واستجلاء الحقّ من الباطل ، وفرز الخير من الشرّ ، ومعرفة الصالح من الطالح . وإذا أُتيح تقوية هذه الطاقة النورانية وهذا الشعور الخفي ، يتسنّى للإنسان عند ذاك اكتساب إدراكات تفوق التصوّر ، حتّى أنّه يصبح قادرًا على سبر أغوار عالم الغيب ببصيرة غيبيّة ، ويتحوّل الغيب أمامه إلى شهود . ( 1 ) وهذه المرتبة من العقل هي التي عبّرت عنها النصوص الإسلامية بمرتبة اليقين . 2 . مبدأ التفكير : إنّ الاستخدام الآخر للعقل في النصوص الإسلامية يتمثّل في النظر إليه كمبدأ للتفكير ، ويعرّف العقل في مثل هذه الموارد كمنشأ للفطنة والفهم والحفظ ( 2 ) ، وموضعه الدماغ . ( 3 ) وتعتبر الآيات والأحاديث التي تحثّ الإنسان على التعقّل والتفكير ، وكذا الأحاديث التي تطرح العقل التجريبي وعقل التعلّم إلى جانب عقل الطبع وعقل الموهبة ، نماذجَ لاستخدام كلمة العقل بمعنى مبدأ التفكير . 3 . الوجدان الأخلاقي : وهو قوّة كامنة في أعماق ذات الإنسان تحثّه على التحلّي بالفضائل الأخلاقية وتردعه عن ركوب الرذائل . أو يمكن القول بعبارة أُخرى : إنّه شعور بانجذاب فطري نحو الفضيلة ونفور تلقائي من الرذيلة .