نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 129
اعترافًا عمليًا ، أو على العمل بما يخالفها . وبعد أن تحدّد معنى الإيمان ينبغي أن لا تفوتنا الإشارة إلى أنّ المراد من الإجبار في قولنا : لا إجبار في الايمان هو الإجبار في الركن الثاني من ركني الإيمان ، لأنّ الإجبار كما أسلفنا لا يسري على الركن الأوّل ، أمّا بالنسبة للركن الثاني فإن الإسلام لا يجبر الإنسان على الاعتراف بالمعتقدات الإسلامية دونما إيمان بها ، بل بالعكس من ذلك كما ذكرنا بإسهاب في الفصلين الثاني والثالث من هذا التمهيد ، أي عند حديثنا عن التقليد والتحقيق والاجتهاد بفكر طليق . فلو قال أحدٌ بأنه يعتقد أنّ الله تعالى خالق الكون ولا إلهَ إلاّ هو وجب عليه أن يعلم الدليل على ذلك ، ولو قال أنّه يعتقد أنَّ محمداً ( صلى الله عليه وآله ) رسول لله وجب عليه أن يعلم لماذا كان محمدٌ رسول الله ، ولو قال أنّه يعتقد أنّ الإنسان يحيا بعد موته يوم القيامة للبَتِّ في أعماله وجب عليه أن يعرف الدليل على ذلك ، فإذا جهل الدليل ولم يعرفه أو ألقى اللوم على الوالدين أو المعلّم لأنهم هكذا قالوا ! ! لن يقبل الإسلام عذره . ويقطع الإسلام بأنّ العقائد يجب أن تكون تحقيقية لا تقليدية ، وأنّ على كلّ إنسان أن يحكم في مسائله العقائدية الأساسية بنفسه دون غيره ، فأحكام غيره وآراؤه لا تجديه نفعًا . وأكبر من هذا ، أنّ الإسلام لا يرغم الإنسان حتّى على الاعتراف بمعتقداته ، وهذا هو المقصود من قولنا : لا إجبار في الإيمان ، فالإسلام لا يرغم أحداً على الاعتراف بالعقائد الإسلامية دون إيمان بها ، ولا يقبل اعترافًا تقليديًا غفلاً من التحقيق والتفكير والعلم ، بل إنه ليعتبر حتّى أُولئك الذين يؤمنون بعقائده ولدوافع مختلفة لا يعترفون بها عمليا أنهم أحرار ، ولا يحقّ للمسلمين إرغامهم على الاعتراف العملي بها عنوة ، يقول سبحانه في محكم كتابه :
129
نام کتاب : موسوعة العقائد الإسلامية نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 129