نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 28
يصادره في رأس كل سنة ، ويأخذ ما معه ، ويقول له : قد سمنت يا حسن ! ويدفع إليه فرسا ، ومقرعة ويقول : هذا يكفيك ، فلما طال ذلك عليه أخفى ولديه فخر الملك ، ومؤيد الملك ، وهرب إلى جفري بك داود ، والد إلب أرسلان ، فوقف فرسه في الطريق ، فقال : اللهم إني أسألك فرسا تخلصني عليه ! فسار غير بعيد ، فلقيه تركماني وتحته فرس جواد ، فقال لنظام الملك : أنزل عن فرسك ، فنزل عنه ، فأخذه التركماني وأعطاه فرسه ، فركبه وقال له : لا تنسني يا حسن . قال نظام الملك : فقويت نفسي بذلك ، وعلمت أنه ابتداء سعادة ، فسار نظام الملك إلى مرو ، ودخل على داود ، فلما رآه أخذ بيده ، وسلمه إلى ولده ألب أرسلان ، وقال له : هذا حسن الطوسي ، فتسلمه ، واتخذه والدا ولا تخالفه . وكان الأمير تاجر لما سمع بهرب نظام الملك سار في أثره إلى مرو ، فقال لداود : هذا كاتبي ، ونائبي قد أخذ أموالي ، فقال له داود : حديثك مع محمد ، يعني : ألب أرسلان فكان اسمه محمدا ، فلم يتجاسر تاجر على خطابه ، فتركه وعاد . وأما أخباره : فإنه كان عالما ، دينا ، جوادا ، عادلا حليما ، كثير الصفح عن المذنبين ، طويل الصمت . كان مجلسه عامرا بالقراء ، والفقهاء ، وأئمة المسلمين ، وأهل الخير والصلاح . أمر : ببناء المدارس في سائر الأمصار ، والبلاد ، وأجرى لها الجرايات
28
نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية جلد : 1 صفحه : 28