responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 166


قال العلوي :
أولا : إن الذين اتبعوا رأي عمرهم علماء السنة فقط لا كل العلماء .
وثانيا : هل حكم الله ورسوله ، أحق بالاتباع ، أم رأي عمر ؟
وثالثا : إن علماءكم ناقضوا أنفسهم بالنسبة إلى تشريع عمر .
قال الوزير :
كيف ذلك ؟
قال العلوي :
لأن عمر قال :
( متعتان على عهد رسول الله وأنا أحرمهما : متعة الحج ، ومتعة النساء ) [1] .
فإن كان قول عمر صحيحا فلماذا لم يتبع علماؤكم رأيه في ( متعة الحج ) حيث أن علماءكم خالفوا عمر وقالوا : بأن متعة الحج صحيحة على الرغم من تحريم عمر .
وإن كان عمر باطلا ، فلماذا اتبع علماءكم رأي عمر في ( متعة النساء ) وقالوا : بأن متعة النساء باطلة موافقا لعمر ؟ [2] .



[1] قال السيوطي : وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب قال : نهى عمر عن متعتين متعة النساء ، ومتعة الحج . الدر المنثور في التفسير بالمأثور : 1 / 141 طبعة مصر . أقول : قال الله تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) المائدة : 44 .
[2] من تمنيات عمر أن يكون عذرة ولم يكن بشرا . روى المتقى الهندي عن الضحاك أنه قال : قال عمر : " يا ليتني كنت كبش أهلي سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض من يحبون فجعلوا بعضي شواء ، وبعضي قديدا ثم أكلوني فأخرجوني عذرة ولم أكن بشرا " . تجده في الكتب الآتية : 1 - كنز العمال : 6 / 345 رقم الحديث 5536 ط حيدر آباد دكن - الهند عام 1312 ه‌ 2 - الفتوحات الإسلامية للسيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة المكرمة : 2 / 408 . 3 - حياة الصحابة للكاندهلوي الهندي : 2 / 99 طبع أفست دار المعرفة بيروت 4 - حلية الأولياء لأبي نعيم : 1 / 52 طبع مكتبة الخانجي بالقاهرة . 5 - نور الأبصار للشيخ مؤمن الشبلنجي : ص 60 طبع مصر . 6 - تاريخ الخلفاء للشيخ جلال الدين السيوطي : ص 144 وقد حذف الشيخ السيوطي من الحديث لفظة : " وأخرجوني عذرة " وذكر بقية الحديث إلى آخره . قارئ العزيز : قد مرت عليك تمنيات الشيخين واتضح لديك أن المفهوم من حديثهما أنهما يحملان نفسية وروحية واحدة ومن أجلها قرنهما صلى الله عليه وآله وسلم معا حينما آخى بين الصحابة . أخرج ابن سعد : عن محمد بن إبراهيم عن أبيه أنه قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم معا حينما آخى بين أبي بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب . راجع : الطبقات الكبرى : 3 / 195 طبع ليدن . وقال الأستاذ الدكتور محمد السماوي التيجاني : وهذا كتاب الله يبشر عباده المؤمنين بقوله : ( إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ، الذين آمنوا وكانوا يتقون ، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ) يونس : 62 - 64 . ويقول أيضا : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ، وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ، وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما توعدون ، نزلا من غفور رحيم ) فصلت : 30 - 32 . صدق الله العلي العظيم . فكيف يا ترى يتمنى الشيخان : أبو بكر وعمر أن لا يكونا من البشر الذي كرمه الله على سائر مخلوقاته . وإذا كان المؤمن العادي الذي يستقيم في حياته تنزل عليه الملائكة ، وتبشره بمقامه في الجنة فلا يخاف من عذاب الله ، ولا يحزن على ما خلف وراءه في الدنيا وله البشري في الحياة الدنيا قبل أن يصل إلى الآخرة . فما بال عظماء الصحابة الذين هم خير الخلق بعد رسول الله - كما تعلمنا ذلك - يتمنون أن يكونوا عذرة ، وبعرة . . ولو أن الملائكة بشرتهم بالجنة ما كانوا ليتمنوا أن لهم مثل طلاع الأرض ذهبا ليفتدوا به من عذاب الله قبل لقاه . قال تعالى : ( ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) يونس : 54 . وقال أيضا : ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون . وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) الزمر : 47 - 48 . ثم اهتديت : ص 134 - 135 ط مؤسسة الفجر لندن . أخرج المتقي الهندي عن الضحاك أنه قال : رأى أبو بكر طيرا واقفا على شجرة فقال : طوبى لك يا طير . والله لوددت أن كنت مثلك تقع على الشجرة ، وتأكل من الثمر ، ثم تطير وليس عليك حساب ، ولا عذاب . والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ، ولم أك بشرا . منتخب كنز العلماء : 4 / 361 .

166

نام کتاب : مؤتمر علماء بغداد نویسنده : مقاتل بن عطية    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست