نام کتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد نویسنده : الشيخ جعفر كاشف الغطاء جلد : 1 صفحه : 558
ناشدتكما الله وصحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وعن علي عليه السلام أن يهوديا جاء إلى الني صلى الله عليه وآله وسلم ، فقام بين يديه ، وجعل يحد النظر إليه ، فقال : يا يهودي ما حاجتك ، فقال أنت أفضل أم موسى فقال له : إنه يكره للعبد أن يزكي نفسه ، ولكن قال الله تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث ) إن آدم لما أصابته خطيئته التي تاب منها كانت توبته ( اللهم إني أسألك بمحمد وآل محمد لما غفرت لي ) ، فغفر له [1] . وعن علي عليه السلام أنه بعد دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام عند قبره الشريف ، فقال مخاطبا له : طبت حيا وطبت ميتا ، انقطع عنا بموتك ما لم ينقطع بموت أحد سواك من النبوة والأنباء ، وأخبار السماء ، ( والحديث طويل ) إلى أن قال : بأبي أنت وأمي اذكرنا عند ربك ، واجعلنا من بالك وهمك . ونقل الشيخ عبد الحميد أن معاوية سأل عقيلا عن علي عليه السلام ، فقال له عقيل : يا معاوية جاءته زقاق عسل من اليمن ، فأخذ الحسين منها رطلا واشترى إداما لخبزه ، فلما جاء علي ليقسمها قال : يا ( قنبر ) أظن أنه قد حدث بهذا حدث قال : نعم ، وأخبره بقصة الحسين عليه السلام فغضب ، وقال علي ( بحسين ) فرفع الدرة عليه ، وقال : بعمي ( جعفر ) ، ( وكان إذا سئل بحق جعفر سكن ) ، فأجابه ( الحسين ) بما أجاب . ونقل الشيخ عبد الحميد أن رجلا وفد من مصر ، فاستعاذ بعمر . وكيف كان فقد بان أن من توسل إلى الله ( بمعظم ) من : قرآن ، أو نبي ، أو عبد صالح ، أو مكان شريف ، أو بغير ذلك ، فلا بأس عليه ، بل كان آتيا بما هو أولى وأفضل . ولا بأس بالتوسط بحق المخلوقات ، فأن للمولى على عبده حق المالكية ، وللعبد حق المملوكية ، وللخادم حق الخدمة ، وللأرحام حق الرحم ، وللصديق حق الصداقة ، وللجار حق الجوار ، وللصاحب حق الصحبة ، فالحق عبارة عن الرابطة بأي نحو اتفقت ، وعلى أي جهة كانت . وعلى ذلك جرت عادة السلف من أيام النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى يومنا هذا ، لا ينكره أحد من المسلمين ، والدعوات ، والمواعظ مشتملة عليه ، والاجماع منعقد عليه ، فلم يبق في المقام إشكال ، ولا بقي محل للقيل والقال ، والله ولي التوفيق ، وهو أرحم الراحمين .